responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سيرة الأئمة الاثني عشر(ع) نویسنده : هاشم معروف الحسني    جلد : 0  صفحه : 8

يستخدم وقته بتنظيم بالغ الدقة، و نلحظ أن وقته المنظّم بهذه الدقة موقوف على الدرس و المدارسة .. في حين كان وقتنا يتوزع على مشاغل متعددة متنوعة .. في ذلك العام بالذات (1936) كنت قررت قراري الاخير: أن أبرمج وقتي و دراستي برمجة صارمة، و ان أمسح من خارطة يومياتي كل شاغل يدخلها غريبا عن برنامجي الذي رسمت ... لكن هذا الالتزام كان يقتضي- بالضرورة- التزاما آخر لا غنى عنه في نظام الدراسة النجفية وقتئذ ... أعني كان يقتضي البحث عن رفيق يستطيع أن يلتزم معي هذا الالتزام، أو عن رفيق يكون له برنامجه الدراسي الصارم، الذي قررت ان يكون لي .. اي رفيق للمدارسة و المباحثة في موضوعات و مسائل علمية كان علينا استيعابها ذاتيا خارج حلقات الدروس مع الاساتذة. و كان قد ثبت عندي بالتجربة، خلال سنوات الدراسة هناك، ان هذا الشكل من الممارسة الذاتية في عملية التحصيل، هو الاجدى في كسب المعرفة، و هو الاكثر قدرة على تكوين الذاكرة المعرفية الغنية، و على تحقيق استقلالية الشخصية العلمية للدارسين ... قلت: الممارسة الذاتية لأنها تعتمد لدى كل من طرفيها على التحضير الذاتي الجاد، يحفزه، الى جانب حب المعرفة، حب التكافؤ العلمي مع الطرف الآخر، و احيانا: حب التفوّق.

كان لا بد أن أبحث عن هذا الرفيق، و كان لا بد أن اقتحم إليه كل هذه العوائق ... و بعد رصد طويل جاءني ذلك الحدس الواقعي الذي حدست في السيد هاشم معروف الحسني ... و جاءتني اللحظة السعيدة و وجدته كان اختياري مفاجأة له، و كان فرحه بالاختيار مفاجأة لي، و تقاسمنا بالتكافؤ فرح المفاجأة ..

و بقي الفرح قسمة بيننا بالتكافؤ أيضا على مدى زمن الرفقة السعيدة هذه التي امتدت حتى عام 1938، أي حتى آخر يوم من عمر دراستي في النجف ... كان فرحنا يزداد عمقا كلما ازددنا شعورا بأن هذه الرفقة تعطينا المعرفة بقدر ما كنا نعطيها من جهد مشترك.

باعتزاز أقول الآن إن رفقة المدارسة و المباحثة مع السيد هاشم، اعطتني نعمة الفرحين معا: فرح الصداقة، و فرح المعرفة ... حتى الصداقة هنا كانت علاقة المعرفة تربتها و جذرها اللذين منحاها ذلك الصفاء و النقاء ... و المعرفة

نام کتاب : سيرة الأئمة الاثني عشر(ع) نویسنده : هاشم معروف الحسني    جلد : 0  صفحه : 8
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست