نام کتاب : رسائل الشهيد الثاني نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 2 صفحه : 813
«الحسد يأكل الحسناتِ كما تأكل النار الحطبَ» [1]. و قوله (صلّى الله عليه و آله و سلّم): «حبّ المال و الشرف يُنْبتانِ النفاقَ كما يُنْبِت الماء البقلَ» [2] إلى غير ذلك من الأخبار الواردة في هذا الباب. و قد قال (صلّى الله عليه و آله و سلّم): «إنّ الله لا ينظر إلى صوركم و لا إلى أموالكم، و إنّما ينظر إلى قلوبكم و أعمالكم» [3].
فهذهِ جماعُ [4] أمر التقوى التي أوصانا الله تعالى بها، على وجه الإجمال، و تفاصيلها تحتاج إلى مجال [5].
[عدة وصايا مأثورة]
و لنَشْفَعْ وصيّة الله تعالى لعباده بوصيّة النبيّ لأمير المؤمنين (عليه السلام):
يا عليّ، أُوصيك في نفسك بخصالٍ فاحفظها ثمّ قال: اللهمّ أعنه:
أمّا الأُولى: فالصدق، لا يَخْرُجَنّ من فيك كذبة أبداً.
و الثانية: الورع، لا تجترئ على جناية أبداً.
و الثالثة: الخوف من الله تعالى كأنّك تراه.
الرابعة: كثرة البكاء للّه تعالى، يبني لك بكلّ دمعةٍ ألفَ بيت في الجنّة.
و الخامسة: بذل مالك و دمك دون دينك.
و السادسة: الأخذ بسُنّتي في صلاتي و صيامي و صدقتي. أمّا الصلاة
[1] «الترغيب و الترهيب» ج 3، ص 547؛ «المجازات النبويّة» ص 221؛ «الجامع الصغير» ج 1، ص 232، ح 3817؛ «روضة الواعظين» ج 2، ص 424؛ «عدّة الداعي» ص 494؛ «الكافي» ج 2، ص 306، باب الحسد، ح 2، عن أبي جعفر و أبي عبد الله»، و فيه: «الإيمان» بدل «الحسنات».
[2] «تنبيه الخواطر» ج 1، ص 155 و 256. و انظر هذه الأحاديث الأربعة و مصادرها في «منية المريد» ص 156.
[3] «الجامع الصغير» ج 1، ص 114، ح 1832؛ و شرحه: «فيض القدير» ج 2، ص 277، ح 1832.
[4] «جِماعُ كلّ شيءٍ: مُجْتمعُ أصله. و يقال: الخمر جِماعُ الإثم. و يقال: هذا الباب جِماعُ هذه الأبواب: الجامع لها الشامل لما فيها» ( «المعجم الوسيط» ص 135، «جمع»).