نام کتاب : رسائل الشهيد الثاني نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 2 صفحه : 810
فإنْ ظفرتَ بالشطرين جميعاً فقد حَصَلْتَ على التقوى حقّا، و إنْ اقتصرتَ على الأوّل كنتَ مغروراً، و مَثَلُكَ في ذلك: كمثل من زرع زرعاً فنبت و نبت معه حَشيش يُفْسِدُه فأُمِر بتنقيته من أصله فأخذ يَجُزّ رأسه و يَتْركُ أصله، فلا يزال يَنْبُتُ و يقوى أصلُه حتّى يُفسِده؛ أو كمريض ظَهَرَ به الجَرَبُ و قد أُمِرَ بالطلاء و شربِ الدواء، فالطلاء لِيُزيلَ ما على ظاهره، و الدواءُ ليقلَعَ مادّتَه من باطنه، فقَنعَ بالطلاء و تَرَكَ الدواءَ، و بقي يتناول ما يزيد المادّة، فلا يزالُ يَطْلِي الظاهرَ و الجَرَبُ دائم به يتفجّر من المادّة في الباطن.
أو كمن بنى داراً و أحكمها و لكن في داخلها حشرات ساكنة من الحيّات و العقارب و الجراد و غيرها، فأخذ في فرشها و سترها بالفُرُش الحسنةِ و الستور الفاخرة، و لا تزال الحشرات تظهر من باطنها فتقطع الفرش، و تخرق الستور، و تصل إلى بدنه باللسع، و لو عقل لكن همّه أوّلًا دفع هذه المؤذيات قبل الاشتغال بفرشها؛ ليحفظ ما يضعه فيها، و يسلم هو من أذاها و لسعها، بل أيّ نسبة بين لَسْع الحيّات في دار الدنيا الذي ينقضي ألَمُه في مدّة يسيرة و لو بالموت الذي هو أقرب من لمح البصر، و بين لَسْع حيّات المعاصي التي يبقى ألَمُها في نار جهنّم؟! نعوذ بالله تعالى منه، و نسأله العفو و الرحمة.
ثمّ القول في قسم الاكتساب موكول إلى كتب العبادات، و إنْ افتقرنا في ذلك إلى وظائف قلبيّة، و دقائق علميّة و عمليّة لم يدوّنها كثير من الفقهاء، و إنّما يفتح بها على من أخذ التوفيق بزمام قلبه إلى الهداية إلى الصراط المستقيم.
و أمّا شطر الاجتناب فمنه ما يتعلّق بالجوارح، و منه ما يتعلّق بالقلب:
[المعاصي الناشئة عن الجوارح]
فأمّا الجوارح التي تتعلّق بها المعصية و هي السبعة التي هي بمقدار أبواب
نام کتاب : رسائل الشهيد الثاني نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 2 صفحه : 810