و لزم كونه قادراً مختاراً؛ لأنّه خَلَقَ العالَم المشتملَ على الحوادث فيكون قادراً.
و كونه عالماً؛ لما تشتمل عليه مخلوقاتُه من أحكام الصنعة و إتقانها.
و قدرتُه و علمُه شاملان لجميع الأشياء؛ لأنّ نسبة جميع الممكنات إلى الواجب تعالى على السويّة، فتعلّق القدرة و العلم ببعضها دون بعض ترجيح من غير مرجّح.
و قدرتُه و علمُه يستلزمان كونه تعالى حيّاً؛ لأنّ غير الحيّ لا يقدر و لا يعلم.
و عموم علمِه يقتضي كونه تعالى سميعاً بصيراً مريداً كارهاً مدرِكاً؛ لأنّ مرجع هذه الصفات كلّها إلى العلم.
فإنّ معنى كونه تعالى سميعاً بصيراً، أنّه يعلم المسموع و المبصَر.
و معنى كونه مريداً و كارهاً، أنّه يعلم الفعل المشتمل وجودُه على المصلحة فيرُيده، و المشتمل على المفسدة فيكرهه.
و معنى كونه مدرِكاً، أنّه يعلم الأشياء على أتمّ وجه.
و عموم قدرته يدلّ على كونه متكلّماً، بمعنى أنّه خلق الكلام المركّب من الحروف المسموعة المنتظمة.
و هو تعالى عدل حكيم لا يفعل القبيح و لا يريده، و لا يُخلّ بالواجب؛ لأنّ ذلك كلّه نقص، و اللّه تعالى منزّه عنه.
[الرسالة و الرسول]
و من عدله: تكليف المكلّفين ليعرّضَهم للثواب الدائم، و إنزال الكتب