فَإِذَا أَنْزَلَ رَبِّي آيَةً عَلَّمَنِيهَا* * * وَ لَقَدْ زَقَّنِيَ الْعِلْمَ لِكَيْ صِرْتُ فَقِيهاً [1]
(62) (حديث المؤاخاة)
خَبَرٌ مِنْ فَضَائِلِهِ (عليه السلام) عَنْ أَبِي الْحُسَيْنِ الْمُطَهَّرِ [2] الْعَطَّارِ- يَرْفَعُهُ- إِلَى الثِّقَاتِ، إِلَى حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمَ الْمُوَاخَاةِ وَاخَى النَّبِيُّ (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ، وَ عَلِيٌّ (عليه السلام) وَاقِفٌ يَرَاهُ، وَ يَعْلَمُ مَكَانَهُ، وَ لَمْ يُؤَاخِ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ أَحَدٍ.
فَانْصَرَفَ عَلِيٌّ (عليه السلام) بَاكِيَ الْعَيْنِ، فَافْتَقَدَهُ النَّبِيُّ (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم).
فَقَالَ: مَا فَعَلَ عَلِيٌّ (عليه السلام)؟ قَالُوا لَهُ: انْصَرَفَ بَاكِيَ الْعَيْنِ.
قَالَ: يَا بِلَالُ، اذْهَبْ وَ أْتِنِي بِهِ. فَمَضَى بِلَالٌ، إِذَا عَلِيٌّ (عليه السلام) قَدْ دَخَلَ مَنْزِلَ فَاطِمَةَ (عليها السلام)، فَقَالَتْ: مَا يُبْكِيكِ؟ لَا أَبْكَى اللَّهُ لَكِ عَيْناً، قَالَ:
يَا فَاطِمَةُ، إِنَّ النَّبِيَّ آخَى بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ، وَ أَنَا وَاقِفٌ يَرَانِي، وَ يَعْلَمُ مَكَانِي وَ لَمْ يُؤَاخِ بَيْنِي وَ بَيْنَ أَحَدٍ.
قَالَتْ: لَا يَحْزُنُكَ ذَلِكَ، فَلَعَلَّهُ أَخَّرَكَ لِنَفْسِهِ، فَضَرَبَ بِلَالٌ الْبَابَ، قَالَ:
يَا عَلِيُّ، أَجِبِ النَّبِيَّ (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، فَأَتَى عَلِيٌّ (عليه السلام) عِنْدَ النَّبِيِّ.
فَقَالَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ فَقَالَ عَلِيٌّ (عليه السلام) آخَيْتَ بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ وَ أَنَا وَاقِفٌ تَرَانِي، وَ تَعْلَمُ مَكَانِي وَ لَمْ تُؤَاخِ بَيْنِي وَ بَيْنَ أَحَدٍ، فَقَالَ:
يَا عَلِيُّ، إِنَّمَا أَخَّرْتُكَ لِنَفْسِي، كَمَا أَمَرَنِي رَبِّي، قُمْ يَا أَبَا الْحَسَنِ، وَ أَخَذَ بِيَدِهِ، وَ ارْتَقَى الْمِنْبَرَ.
وَ قَالَ: اللَّهُمَّ هَذَا مِنِّي وَ أَنَا مِنْهُ، كَمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى، إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي،
[1] عنه البحار: 93/ 349 ح 22، و عن الفضائل: 164، و تأتي هذه الأبيات في ذيل حديث: 170.
[2] فى البحار: (المظفّر).