اسْمَكَ فِي التَّوْرَاةِ: (ميد ميد) وَ اسْمَ وَصِيِّكَ: (إِلْيَا)، وَ اسْمَكَ فِي الْإِنْجِيلِ: (حمياطا) وَ اسْمَ وَصِيِّكَ فِيهَا (هيدر) وَ اسْمَكَ فِي الزَّبُورِ: (ماح ماح) محيي [مُحِيَ بِكَ كُلُّ كُفْرٍ وَ شِرْكٍ وَ اسْمَ وَصِيِّكَ فِيهَا: «مافارقليطا هيدر» [1] فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ: فَمَا مَعْنَى (ميد ميد)؟ قَالَ: طَيِّبْ طَيِّبْ.
قَالَ: وَ مَا مَعْنَى اسْمِ «حمياطا»؟ قَالَ: مُصْطَفَى.
قَالَ: فَمَا مَعْنَى اسْمِ وَصِيِّي فِي التَّوْرَاةِ «إِلْيَا»؟ قَالَ: إِنَّهُ الْوَلِيُّ مِنْ بَعْدِكَ.
قَالَ: فَمَا اسْمُهُ فِي الْإِنْجِيلِ؟ قَالَ: «هيدار».
قَالَ: فَمَا مَعْنَى «هيدار»؟ قَالَ: لِأَنَّهُ الصِّدِّيقُ الْأَكْبَرُ، وَ الْفَارُوقُ الْأَعْظَمُ.
قَالَ: فَمَا مَعْنَى اسْمِهِ فِي الزَّبُورِ «فَارِقْلِيطَا»؟ قَالَ: حَبِيبُ رَبِّهِ.
فَقَالَ: يَا هَامُ إِنْ رَأَيْتَهُ تَعْرِفُهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، يَا رَسُولَ اللَّهِ، هُوَ رَجُلٌ مُدَوَّرُ الْهَامَةِ، مُعْتَدِلُ الْقَامَةِ، بَعِيدٌ مِنَ الدَّمَامَةِ، عَرِيضُ الصَّدْرِ، ضِرْغَامَةٌ، كَبِيرُ الْعَيْنَيْنِ، أَلْفُ الْفَخِذَيْنِ، أَحْمَشُ [2] السَّاقَيْنِ، عَظِيمُ الْبَطْنِ، سَوِيُّ الْمَنْكِبَيْنِ.
فَقَالَ النَّبِيُّ (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم): يَا سَلْمَانُ، ادْعُ لَنَا عَلِيّاً (عليه السلام) فَجَاءَ عَلِيٌّ (عليه السلام) حَتَّى دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ هَامُ، فَقَالَ: هَذَا هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي وَ أُمِّي، هَذَا- وَ اللَّهِ- وَصِيُّكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم).
فَأْمُرْ أُمَّتَكَ أَنْ لَا يُخَالِفُوهُ (مِنْ بَعْدِكَ، فَإِنْ خَالَفُوهُ هَلَكُوا كَمَا هَلَكَتِ الْأُمَمُ بِمُخَالَفَتِهِمْ لِأَوْصِيَائِهِمْ) [3].
قَالَ: قَدْ فَعَلْنَا ذَلِكَ يَا هَامُ، فَهَلْ مِنْ حَاجَةٍ؟ فَإِنِّي أُحِبُّ قَضَاءَهَا لَكَ.
[1] في البحار: (قار وطيا).
[2] في البحار: (أخمص).
[3] بدل ما بين القوسين في البحار: (فإنّه هلك الأمم بمخالفة الأوصياء).