أَيُّهَا النَّاسُ: لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ مِنْكُمُ الْغَائِبَ وَ الْحُرُّ الْعَبْدَ.
فقال سليم: و أقبل على سعد إنما سلكت تقاتل نفسي إن كان سيفي لا فصل عدت فيه لم أزعم أني مخطئ ما هو مبني بل هو مبني بل هو الحق و الحق [1]
. (123) (حديث الصحيفة)
- وَ بِالْإِسْنَادِ- يَرْفَعُهُ- إِلَى سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ، أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ الْحُسَيْنُ (عليه السلام) بَكَى ابْنُ عَبَّاسٍ بُكَاءً شَدِيداً.
ثُمَّ قَالَ: مَا لَقِيَتْ عِتْرَةُ النَّبِيِّ (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا؟! اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ أَنِّي لِعَلِيٍّ (عليه السلام) وَلِيٌّ وَ لِوُلْدِهِ وَلِيٌّ، وَ لِأَعْدَائِهِمْ عَدُوٌّ، وَ لِوُلْدِهِمْ بَرِيءٌ، وَ أَنِّي مُسَلِّمٌ لِأَمْرِهِمْ وَ لَقَدْ دَخَلْتُ عَلَى ابْنِ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) بِذِي قَارٍ قَالَ: فَأَخْرَجَ لِي صَحِيفَةً أَمْلَاهَا رَسُولُ اللَّهِ (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم)، وَ خَطَّهَا بِيَدِهِ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، اقْرَأْهَا عَلَيَّ، فَقَرَأَهَا وَ إِذَا فِيهَا كُلُّ شَيْءٍ، مُنْذُ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) إِلَى يَوْمَ قُتِلَ الْحُسَيْنُ وَ مَنْ يَقْتُلُهُ، وَ مَنْ يَنْصُرُهُ، وَ مَنْ يُسْتَشْهَدُ مَعَهُ، وَ بَكَى بُكَاءً شَدِيداً وَ أَبْكَانِي، وَ كَانَ فِيمَا قَرَأَهُ:
كَيْفَ يُصْنَعُ بِهِ، وَ كَيْفَ تُسْتَشْهَدُ مَعَهُ فَاطِمَةُ، وَ كَيْفَ يُسْتَشْهَدُ الْحَسَنُ (عليه السلام)، وَ كَيْفَ تُغْدَرُ بِهِ الْأُمَّةُ.
فَلَمَّا قَرَأَ مَقْتَلَ الْحُسَيْنِ (عليه السلام)، وَ مَنْ يَقْتُلُهُ، أَكْثَرَ الْبُكَاءَ، وَ أَدْرَجَ الصَّحِيفَةَ، وَ فِيهَا مَا كَانَ أَوْ يَكُونُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ كَانَ فِيمَا قَرَأَهُ أَمْرُ أَبِي بَكْرٍ وَ عُمَرَ وَ عُثْمَانَ، وَ كَمْ يَمْلِكُ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ
[1] عنه البحار: 42/ 155 ح 23، و عن الفضائل: لم نجده.