responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدولة الاسلامية نویسنده : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 54

حواراتهم اليومية على هذا المعنى لليد، كأن يقال: «ليس في يده شي‌ء» و «يده قصيرة عن الإتيان بهذا العمل» ولا يراد بها سوى القوّة والقدرة.

ومن هنا يتّضح لدينا مراده من قوله عليه السلام لمالك: «وإن ينصر اللَّه سبحانه بيده».

فالمقصود هو أنّه ينبغي لمالك- ونحن أيضا مشمولون بهذا الخطاب- أن يجنّد جميع طاقاته وإمكاناته ويوظّفها في نصرة اللَّه وتطبيق أحكامه وقوانينه بغية تحقيق الأهداف الإسلامية المقدّسة.

الثالث: النصرة باللسان‌

إنّ دور التبليغ لم يعد اليوم بخافٍ على أحد، فسلاح التبليغ أشدّ قوّة وأعظم فتكاً من سائر الأسلحة، فأهمّ وسيلة تبليغية- أو الأفضل أن نقول: الوسيلة الأعظم تأثيراً- هي اللسان.

وبالنتيجة فإنّ اللسان وسيلة مؤثّرة فاعلة تتوقّف على الكيفية والاتجاه الذي تتحرك في إطاره.

فإن وظّف لسان الإنسان- ولا سيّما ذلك الذي يتحلّى بقدرة على البيان والكلام المؤثّر- باتّجاه تشويه الأفكار وإضلال الناس وخداعهم والتغرير بهم، كان لابدّ من القول بأنّه وسيلة تبليغية هدّامة تهدف إلى‌ نشر الانحراف والانحطاط، وأمّا إن استخدمت من أجل تبليغ الأحكام السماوية وخدمة الخلق فينبغي أن يقال بأنّ هذا الإنسان قد نصر اللَّه بلسانه وسار باتّجاه نصرة الحقّ.

الوعد الإلهي الحقّ‌

إنّ النصر الإلهي حليف الإنسان الذي ينصر اللَّه بقلبه ولسانه ويده ولا يهدف إلّا إلى بسط الحقّ وإشاعة الدين وتطبيق الأحكام الشرعية، واللَّه هو الذي قطع هذا الوعد على نفسه فقال عَزَّ من قائل: إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ.

[1] ويتضمّن‌


[1]سورة محمّد، الآية 7.

نام کتاب : الدولة الاسلامية نویسنده : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 54
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست