تقوم
الرؤية الإسلاميّة على أنّ السعادة تكمن في الطاعة والشقاء في المعصية.
ونورد
ما أمر به أميرالمؤمنين عليه السلام واليه بهذا الشأن قبل الخوض في التفاصيل: «أَمَرَهُ بِتَقْوَى اللَّهِ وَ إِيْثَارِ طَاعَتِهِ وَ اتِّبَاعِ
مَا أَمَرَ بِهِ فِي كِتَابِهِ مِنْ فَرَائِضِهِ وَسُنَنِهِ الَّتِي لَايَسْعَدُ
أَحَدٌ إِلّا بِاتِّبَاعِهَا وَلَا يَشْقَى إِلّا مَعَ جُحُودِهَا
وَإِضَاعَتِهَا».
لايراد
بالكتاب القرآن فقط، بل يشمل القرآن وروايات أهل البيت عليهم السلام فقد اصطلح في
الإسلام بكتاب اللَّه على كافّة السنن والآداب الإسلامية، وذلك لأنّ كافّة
الواجبات والمحرّمات والمكروهات والمستحبّات من المكتوبات الإلهية، أي أنّ اللَّه
قد كتبها بقلم التقدير ليعمل بها بالشكل الذي ورد في الشرع.
لقد
حصر الإمام علي عليه السلام سبيل السعادة والشقاء بما ذكر، حيث استعمل حرف «لا» و
«إلّا» التي تفيد الحصر والانحصار.
فقد
قال عليه السلام: لا يسعد أحد (مهما كان) إلّابطاعة اللَّه وامتثال أمره من خلال
الإتيان بالسنن والفرائض واجتناب المحرّمات، وفي المقابل لا يشقى أحد إلّابتضييعه
هذه السنن والفرائض.
ويتّضح
من ذلك أنّ المراتب العلمية- مهما كثرت و حسنت- ليس من شأنها إيصال الإنسان إلى
السعادة، اللّهم إلّاأن يقرن تلك المراتب بطاعة اللّه: الأمر الذي سيضاعف حركته
ويزيد من كمالاته.