responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدولة الاسلامية نویسنده : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 47

وروايات أهل البيت عليهم السلام بخصوص التقوى، ونعرض بالبحث لآية من هذه الآيات القرآنية: «إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ» [1].

فالمفردة «أتقى» تفيد معنى الكثرة والزيادة ووجود التقوى الأقلّ شأناً من الأتقى؛ وإلّا ليس هنالك من دليل لبيان الكثرة والزيادة، ولا سيّما أنّ اللفظ ورد في القرآن الخالي من أيّ مبالغة.

أمّا في خطبة «همام» فقد أشار علي عليه السلام إلى مائة فضيلة، أو بعبارة أفضل إلى مائة ميزة من ميزات المتقين.

وللوقوف على حقيقة هذا الأمر- درجات التقوى- نقتطف بعض ما أورده الإمام عليه السلام بهذا الشأن: همام هو أحد خلّص أصحاب أميرالمؤمنين عليه السلام، وذات يوم سأله قائلًا: صف لي المتّقين كأنّي أراهم.

فاكتفى عليه السلام بذكر بعض صفاتهم، غير أنّ هماماً طالبه بالمزيد.

فقال عليه السلام: «فالمتّقون فيها هم أهل الفضائل: منطقهم الصواب، وملبسهم الاقتصاد، ومشيهم التواضع، غضّوا أبصارهم عمّا حرّم اللَّه عليهم.

.. ولولا الأجل الذي كتب اللَّه عليهم لم تستقرّ أرواحهم في أجسادهم طرفة عين، شوقاً إلى الثواب وخوفاً من العقاب.

عَظُم الخالق في أنفسهم فصغر ما دونه في أعينهم.

..» [2].

فأخذت هذه الكلمات مأخذها من همام- ولعلّه ظنّ بعدم دركه لمثل هذه الصفات والفضائل- فصعق صعقة كانت نفسه فيها.

نعم، تثبت هذه الكلمات بوضوح تفاوت درجات التقوى، بحيث يكون غضّ البصر عن المحرّمات درجة من درجات هذه التقوى، والتواضع درجة اخرى وهكذا دواليك.

السعادة والشقاء


[1]. سورة الحجرات، الآية 13.

[2]. نهج البلاغة: 303، الخطبة 193، الكافي: 2/ 226 ح 1.

نام کتاب : الدولة الاسلامية نویسنده : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 47
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست