responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدولة الاسلامية نویسنده : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 39

إنّ أعظم آفة لأصحاب القدرة والسطوة- الذين تحفل قواميس معظمهم بالفساد والظلم والجور والسلب والنهب والقتل- تكمن في غفلتهم عن أنفسهم ونسيانهم لماضيهم، فلو علم الحاكم ومهما كانت قدرته ومنصبه بأنّ هناك من أفاض عليه كافّة قدراته واستعداداته الجسمية والنفسية، وأنّ هذا الفيّاض قادرٌ على سلبه إيّاها متى شاء، فإنّه لن يعدّ يفكِّر في ظلم أحد، كما لا يهمّ بالتمرّد وإشعال فتيل الحروب.

أمّا إذا لم يلتفت لهذه الآفة، ولم يكترث لعظمة خالقه وزهادة شخصه، فإنّ الطغيان والفرعنة ستتجذّر في شخصه يوماً بعد آخر.

وهذا هو الذي ربّما خاطب به علي عليه السلام نفسه حين جلس على كرسي الحكم وتولّى‌ مقاليد الامور، بأنّ كلّ مالدينا من اللَّه؛ ومن هنا ندب الشارع إلى القول:

«بحول اللَّه وقوّته أقوم وأقعد» [1] في قيام وقعود الصلوات اليومية الخمس، أي أنّ الإنسان لابدّ أن يعلم بأنّ هذه القدرة على القيام والقعود ليست مستقلّة نابعة من قدرة الإنسان، بل هي إفاضة من إفاضات الحقّ تبارك وتعالى.

وهنا نقول: هل سيكون هنا لك من ظلم و جور لو اكتفى الحكّام و الزعماء بهذا الأمر فقط وجعلوا اللَّه أمام أعينهم في أنّه هو الذي وهبهم كلّ هذه القوّة والقدرة؟!

الثاني: العزّة في العبودية:

يرى الإمام علي عليه السلام- وهي الرؤية الإسلامية الحقّة- أنّ القدرة والرئاسة والسلطة المعنوية وبالتالي العزّة والسيادة- بمعناها الصحيح لا بمعنى الغطرسة والقوّة الغاشمة- إنّما تتحقّق في ظلّ العبودية.

فالإمام عليه السلام ولبيان هذا الهدف- عدم تحقّق السيادة دون العبودية- قد طرح مسألة «عبداللَّه» إثر كلمة «أمر» التي تفيد


[1]الوسائل: 6/ 361، أبواب السجود ب 13.

نام کتاب : الدولة الاسلامية نویسنده : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 39
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست