responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدولة الاسلامية نویسنده : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 37

يوردون من مواضيع، لكن ما ينبغي الالتفات إليه هو التفسير والمعنى الصحيح للآية القرآنية، فأيّ معنى وأيّ تفسير هو الصحيح؟ الواقع هو أنّ هذه الفئات لا تكلّف نفسها عناء التحرّي في القرآن ليعلموا ماذا يريد أن يقول، بل يمتلكون العقائد السابقة ثمّ يتصفّحوا المصحف ليروا الآية القرآنية التي من شأنها تحميل أفكارهم وعقائدهم عليها.

وبالنتيجة ترى مثل هذه الفئات تمتلك استنباطات عجيبة من القرآن ويصيغون بعض المحامل والمعاني لكلام اللَّه المجيد التي تدعو إلى الأسى والأسف وفي نفس الوقت إلى الضحك والسخرية.

فهم يفترون على اللَّه وكتابه بدلًا من الاستفادة منه، وبالتالي سوف لن يكونوا إلّامصداقاً لقوله سبحانه: «وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَاراً» [1].

لقد ذهب أغلب المفسرين- وبالاستناد إلى كافّة الشواهد والقرائن- إلى أنّ معنى الغيب الوارد في الآية «الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ» [2] هو اللَّه سبحانه، في حين تطالعك هذه الفئات المنحرفة- واستناداً إلى أسلوبها المنحرف في التعامل مع القرآن- لتقول بأنّ المراد بالغيب هنا هو ما تحت الأرض، الخفاء والمقاومة السرّية.

إذن فالقرآن يدعوكم إلى المقاومة السرّية والمخفية!! والطريف في تلبية هذه الفئات للدعوة الإلهية التي حمّلوها القرآن من يهبّون لمقاومته سرّاً! أو ليست هذه الفئات تهبّ لمقاومة القرآن والإسلام سرّاً؟! وهنا نقول: إنّ السبب الذي يكمن وراء هذا الانحراف الخطير هو أنّ مثل هؤلاء الأفراد لم يجعلوا أنفسهم في مسارّ القرآن ليتدبّروا ماذا يقول، بل جعلوا القرآن تابعاً لهم فحمّلوه أفكارهم وعقائدهم.

أي أنّهم آمنوا بشي‌ء أول الأمر ثمّ‌


[1]سورة الإسراء، الآية 82.

[2]سورة البقرة، الآية 3.

نام کتاب : الدولة الاسلامية نویسنده : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 37
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست