responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدولة الاسلامية نویسنده : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 30

شهادة محمّد بن أبي‌بكر

لم يكتب لولاية محمّد بن أبي بكر الدوام، فلم تمرّ مدّة طويلة حتّى بعث معاوية بمستشاره الماكر عمرو بن العاص إلى مصر لإثارة الفتن والقلاقل، ويتمكّن في خاتمة المطاف من قتل محمّد بن أبي‌بكر.

ولمّا استشهد محمّد ظفر عمرو بن العاص على ما كان بحوزة محمّد من كتب ورسائل وعهود ومواعظ، بما فيها رسالة الإمام عليه السلام له حين ولّاه مصر، فلمّا اطّلع عليها بعث بها إلى معاوية، فذهل معاوية لما شاهد فيها من علوم ومعارف عرضها على أصحابه.

فأشار عليه الوليد بن عقبة- الذي اعتلى المنبر مخموراً إبّان خلافة عثمان وصلّى بالمسلمين الصبح أربع ركعات ثم التفت إليهم ساخراً وهو يقول: أفأزيدكم‌ [1]- بإحراقها.

إلّا أنّ معاوية رفض إحراقها وقال: لست من أهل الرأي؛ أو تحرق مثل هذه الرسالة، لابدّ أن نحفظها ونستفيد من مضامينها، فإن أحرقناها سوف لن نجد من يحسن كلمة من هذه العلوم والمعارف فيعلّمناها.

فقال الوليد: أَمِنَ الصواب أن تفهم الامّة أنّك تقتدي بكتب علي وتعمل بمقتضاها؟ فأجابه معاوية: أفتشير عليّ بإحراق علم فريد كالذي ورد في هذه الرسالة؟ واللَّه لم أر حتّى الآن علماً جامعاً ونافعاً كالذي رأيته في هذه الرسالة.

فقال الوليد: إنّك لا تتمالك نفسك أمام رسالة من رسائل علي التي تحكي جزءاً من شخصيته فما لك تهبّ لقتاله ولا تمدّ يدك لبيعته؟ فلم ير معاوية من جواب منطقي لهذا السؤال سوى أن لجأ إلى الهروب من الحقيقة وتبرير قتاله لعلي عليه السلام باتّهامه بدم عثمان و المطالبة به، ثمّ قال: طبعاً سوف لن‌


[1]شرح نهج البلاغة: 3/ 18.

نام کتاب : الدولة الاسلامية نویسنده : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 30
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست