بواجب
الوجود، والمراد بممكن الوجود الإنسان وكافّة ظواهر العالم التي يتساوى وجودها
وعدمها، أمّا واجب الوجود فهواللَّه سبحانه الغني بالذات.
وهناك
جوابان بشأن الرابطة بين واجب الوجود وممكن الوجود، ويمكن القول بنظرة سطحية
عابرة: أنّ الإنسان وسائر الكائنات عبارة عن «شيء له الربط» وهو محتاج قد اكتسب
وجوده من واجب الوجود، والأعمق من ذلك ما أورده الفيلسوف المعروف صدر المتألّهين
حيث قال: رابطة ممكن الوجود بواجب الوجود هي أنّ ممكن الوجود ليس شيء له الربط،
بل «هو عين الربط» [1].
فإذا
كانت هذه هي رابطة الإنسان بخالقه، فأنّى له بالعجب والاغترار بذاته، وهو يسمع
القرآن يهتف به آناء الليل والنهار: «يَا أَيُّهَا
النَّاسُ أَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ»
[2] ويقرّ بأنّ «لا حول ولا قوّة إلّاباللَّه»؟
[3].
إذن
فأفضل علاج للاستكبار أن يضع نصب عينيه رابطته باللَّه، ويقف على مدى فقره وحاجته
أمام الذات الغنية المطلقة ليرى هل العجب إلّاشعور بالبلاهة والحماقة! ثمّ ألم يقل
الحقّ: «الكبرياء ردائي»؟ [4] أو ليس المتكبِّر يرى نفسه بمصافّ اللَّه؟ أو ليس هذا من الشرك
الخفي؟ ولذلك يحذّر الإمام عليه السلام مالكاً من العواقب المشؤومة التي يخلّفها
العجب والتكبّر: «وَإِيَّاكَ وَالإِعْجَابَ بِنَفْسِكَ،
وَالثِّقَةَ بِمَا يُعْجِبُكَ مِنْهَا وَحُبَّ الإِطْرَاءِ، فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ
أَوْثَقِ فُرَصِ الشَّيْطَانِ فِي نَفْسِهِ لِيَمْحَقَ مَا يَكُونُ مِنْ إِحْسَانِ
الْمُحْسِنِينَ، وَإِيَّاكَ وَالْمَنَّ عَلَى رَعِيَّتِكَ بِإِحْسَانِكَ، أَوِ
التَّزَيُّدَ فِيمَا كَانَ مِنْ فِعْلِكَ، أَوْ أَنْ تَعِدَهُمْ
[1]الحكمة
المتعالية في الأسفار العقليّة الأربعة: 1/ 327- 331.