responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدولة الاسلامية نویسنده : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 13

ودفنه.

لم يكن يعلم أحد مَنِ المعني بهذا الكلام.

ولم تمضِ مدّة حتّى توفّي رسول‌اللَّه صلى الله عليه و آله وأصبح عليٌ جليس الدار بعد أن غُصِبت منه الخلافة حتّى وصلت إلى الخليفة الثالث عثمان، وكما نعلم فإنّ عثمان نفى الصحابي الجليل أباذرّ الغفاري إلى تلك الصحراء القاحلة وسط صحاري مكّة والمدينة، والّتي تسمّى بالربذة، فبقي فيها أبوذر مع عائلته، ولم يبقى له سوى ابنته بعد أن توفّي سائر أفراد عائلته.

ولمّا حضرته الوفاة قالت له ابنته: إنّي وحدي في هذا الموضع، وأخاف أن تغلبني عليك السباع.

فقال: كلّا إنّه سيحضرني نفر مؤمنون، فانظري أترين أحداً؟ فقالت: ما أرى‌ أحداً! قال: ما حضر الوقت، ثمّ قال: انظري، هل ترين أحداً؟ قالت: نعم أرى‌ ركباً مقبلين، فقال: اللَّه أكبر، صدق اللَّه ورسوله، حوّلي وجهي إلى‌ القبلة، فإذا حضر القوم فاقرئيهم منّي السلام، فإذا فرغوا من أمري فاذبحي لهم هذه الشاة، وقولي لهم: أقسمت عليكم إن برحتم حتّى‌ تأكلوا، ثمّ قضي عليه، فأتى‌ القوم، فقالت لهم الجارية: هذا أبوذرّ صاحب رسول اللَّه قد توفّي، فنزلوا، وكانوا سبعة نفر، فيهم حذيفة بن اليمان، والأشتر، فبكوا بكاءً شديداً، وغسلوه وكفّنوه، وصلّوا عليه، ودفنوه.

ثمّ قالت لهم: إنّه يقسم عليكم ألّاتبرحوا حتّى‌ تأكلوا! فذبحوا الشاة، وأكلوا، ثمّ حملوا ابنته، حتّى‌ صاروا بها إلى المدينة [1].

والذي نخلص إليه هو أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله قد خصّ مالك الأشتر على أنّه عبدٌ من عباد اللَّه الصالحين، فهنيئاً لمالك هذا المقام الذي أخبر عنه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله.

مالك على لسان الأعداء

من الضروري أن نورد ما ذكره معاوية بشأن مالك الأشتر، «والفضل ما شهدت به الأعداء» عدوّ لا يكنّ سوى الحقد والبغض، وقد تحدّث عن خصمه،


[1]تاريخ اليعقوبي: 2/ 173.

نام کتاب : الدولة الاسلامية نویسنده : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 13
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست