إنّما
تترسّخ دعائم الحكومة وتتجذّر إذا ما غاب الظلم والجور والفساد والعدوان عن
المجتمع، ولا يزول الظلم والفساد إلّافي ظلّ سيادة العدالة والأمن القضائي
وممارسته لاقتداره في المجتمع بحيث يكتسح كافّة أساليب البغي والعدوان، وهذا بدوره
لا يتيسّر إلّاإذا تمكّنت الحكومة من إسناد منصب القضاء إلى القضاة الصلحاء ممّن
تتوفّر فيهم شرائطه ومقوّماته.
نعم،
إنّ الحكومة التي تفتقر إلى الصلحاء من القضاء الأكفّاء، إنّما تقود قضاءها إلى
التحلّل والفساد وانعدام الأمن وسيادة الغطرسة والعدوان، بينما تزول حاكمية
القانون وتعمّ الفوضى والهرج والمرج.
وعليه
فإنّنا نحتاج إلى القضاة الصلحاء قبل كلّ شيء بغية سيادة القانون والنظام، وهنا
يطرح هذا السؤال: ما الخصائص التي ينبغي أن يتحلّى بها القاضي؟
أو
مَن هو القاضي الذي يشتمل على هذه الخصائص؟ يكشف الإمام عليه السلام عن القاضي
الجدير بهذا المنصب في أنّه الفرد الذي يتمتّع بالصفات التالية: 1- أن يكون من
أفضل الأفراد.
2-
أن يكون واسع الصدر محيطاً بكافّة ملابسات القضية التي يحكم فيها بالعدل.
3-
شهم الأخلاق، يقرّ بخطأه فيقلع عنه فوراً.
4-
بطيء الغضب ولاسيّما حين سماعه لمرافعة المدّعين.
5-
أن يكون ذا روح عالية لا تجعله يخشى أصحاب القوّة والسطوة.