قلنا:
إنّ التحام الطبقات الاجتماعية وقوام كلّ منها يتوقّف على ما سواها، وهذا بدوره
يؤدّي إلى ضرورة توزيع الأعمال وتقسيم السلطات التي تُعدّ من صميم وظائف الحاكم
الإسلامي.
ومن
البديهي أنّ الأنشطة والفعّاليات سوف تصاب بالتعثّر والعرقلة ما لم تسير على ضوء
منهاج ونظام، وعليه فلابدّ للحاكم الإسلامي من تعيين آليّة السلطات، ومن ثمّ يسند
الأعمال إلى أصحابها وفقاً لأهليّتهم وجدارتهم، ويحول دون تأثير العلاقات الشخصية
بدلًا من المقرّرات والضوابط.
وممّا
لا شكّ فيه أنّ هذه المسؤولية تعدّ من أهمّ وأصعب وأخطر مهامّ الحاكم الإسلامي،
والتي لا يتسنّى له القيام بها إلّامن خلال سعيه الدؤوب واستعانته بالحقّ تبارك
وتعالى من أجل أداء هذه المهمّة الخطيرة:
«وَفِي اللَّهِ لِكُلٍّ سَعَةٌ، وَلِكُلٍّ عَلَى الْوَالِي حَقٌّ بِقَدْرِ مَا
يُصْلِحُهُ، وَلَيْسَ يَخْرُجُ الْوَالِي مِنْ حَقِيقَةِ مَا أَلْزَمَهُ اللَّهُ
مِنْ ذَلِكَ إِلّا بِالاهْتِمَامِ وَ الاسْتِعَانَةِ بِاللَّهِ، وَتَوْطِينِ
نَفْسِهِ عَلَى لُزُومِ الْحَقِّ وَالصَّبْرِ عَلَيْهِ فِيمَا خَفَّ عَلَيْهِ أَوْ
ثَقُلَ».