responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدولة الاسلامية نویسنده : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 100

الوزراء والساسة

الوزراء هم أرفع الأفراد الذين يضطلعون بمسؤولية برمجة مشاريع الحكومة.

وهم الذين يمكنهم قيادة المسيرة نحو الصلاح والفلاح، أو جرّها إلى الفساد والانحراف، ومن هنا كانت هنالك علاقة وطيدة ومباشرة بين صلاح الحكومة وعلوّ مقامها وبين صلاح هؤلاء الأفراد ونضجهم.

ومن الطبيعي أن يسلب صلاحية التصدّي للوزارة والمناصب الحسّاسة في الحكومة مَن كان ذا تجربة وسابقة في وزارات الحكومات الطاغية والجائرة والأنظمة الفاسدة؛ وذلك لأنّ مثل هؤلاء الأفراد قد تأقلموا على الثقافة الفاسدة السائدة في ذلك النظام، فهم لا يتورّعون عن الظلم، الأمر الذي يحول بينهم وبين التجانس مع حكومة العدل التي ترفض كافّة أشكال الظلم والاضطهاد.

وناهيك عمّا سبق فإنّ الأُمّة إذا رأت هؤلاء الأفراد الذين ذاقت منهم الأمرّين في الحكومة الطاغوتية السابقة وقد تسلّلوا الآن إلى مواقع الحكومة الجديدة، فإنّها لا تملك سوى القول بأنّ تلك الحكومة مازالت قائمة وقد انخرط فيها هؤلاء الأفراد لتحقيق أغراضهم ومآربهم الشخصية! وعلى هذا الأساس فإنّ الأُمّة ستشعر ثانية بالظلم وتسحب ثقتها من هذه الحكومة، وبالتالي ستكون هناك هوّة سحيقة بين الأُمّة والحكومة، قد تدفع بالامّة لمقاطعة الحكومة وزجّها إلى مصير لا تحسد عليه، ولذلك قال عليه السلام: «إِنَّ شَرَّ وُزَرَائِكَ مَنْ كَانَ لِلأَشْرَارِ قَبْلَكَ وَزِيراً، وَمَنْ شَرِكَهُمْ فِي الآثَامِ فَلا يَكُونَنَّ لَكَ بِطَانَةً، فَإِنَّهُمْ أَعْوَانُ الأَثَمَةِ وَإِخْوَانُ الظَّلَمَةِ، وَأَنْتَ وَاجِدٌ مِنْهُمْ خَيْرَ الْخَلَفِ مِمَّنْ لَهُ مِثْلُ آرَائِهِمْ وَ نَفَاذِهِمْ، وَلَيْسَ عَلَيْهِ مِثْلُ آصَارِهِمْ وَأَوْزَارِهِمْ‌

نام کتاب : الدولة الاسلامية نویسنده : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست