الوحي
عرفوا كتاب اللَّه، و علموا بما يجري على المسلمين من حوادث، و أحاطوا بكافّة
أحكام الإسلام استناداً إلى منطق الوحي. نعم، لا يمكن أن يكون ولاة الأمر سوى
أولياء اللَّه الذين يتّصفون بالورع و التقوى و الزهد و البصيرة و الدراية و الزهد
و العصمة و الشجاعة و السماحة و المروءة و التضحية من أجل حفظ كيان الإسلام و
الذود عن أحكام القرآن.
مزيد
من الضوء على آية أُولي الأمر:
ذكرنا
آنفاً أنّ الآية الكريمة تفيد عدّة أُمور: 1- كون الطاعة المطلقة و مطلق طاعة
اللَّه و الرسول و أُولي الأمر واجباً و فريضة. 2- هناك سنخية بين طاعة الرسول و
طاعة اللَّه، أي أنّ الرسول لا يهدف في آمريته سوى رضا اللَّه و تحقق التوحيد و
سعادة الأُمّة، و أنّ كلّ ما يأمر به إنّما يستند إلى حقيقة الوحي و البصيرة
التامّة و العلم الشامل بمصير البشرية و الصراط المستقيم الذي ينبغي أن تسلكه
الإنسانية جمعاء. 3- طاعة أُولي الأمر مساوقة لطاعة رسول اللَّه، و عليه فلا بدّ
من الإذعان لهذه الحقيقة، و هي أنّهم يستندون في منطقهم على غرار رسول اللَّه إلى
الوحي، و هم يحوزون على ذات البصيرة و العصمة عن الخطأ التي حاز عليها رسول
اللَّه، و إلّا لما جازت طاعتهم المطلقة في كافّة شئون الحياة الدنيوية و
الأُخروية. و لكن هناك نقطة لا بدّ من عدم إغفالها؛ و هي أنّ ولاة الأمر لا
يتلقّون الوحي- كالرسول- إلّا أنّ علمهم إنّما يأتي عن طريق مجاري الوحي و تعاليم
رسول اللَّه لهم، و لكن حيث قرنت طاعتهم بطاعته فإنّ ذلك يوجب علمهم و معرفتهم
بكافّة الحوادث الخفيّة التي يعلمها الرسول و يحيط بها.