القول
من اعتبار حتّى من وجهة نظر أبي مخنف؟ إذن، فتاريخ الطبري ليس من شأنه أن يفيدكم و
لا يمكنكم جعله دليلًا للاستنباط، و بغضّ النظر عن هذا، و لنفرض أنّ الطبري يعتقد
بأنّ الإمام قد اقترح البنود الثلاث، فهل يمكن الاستناد إلى قول الطبري في أن
نقول: «يوجد هنا بعض المطالب المسلّمة ... الرابع: أنّ الإمام تقدّم بثلاثة
اقتراحات لو طبّق أيّ واحد منها لتمّ عقد الصلح دون ترديد؟ ...». أ و ليس قول
الطبري يتعارض و قول ابن الأثير؟ الذي قال: و قيل: بل قال له:
اختاروا
منّي ... أي أنّ المحدّثين لم يقولوا، و لم يكن ذلك شائعاً بين الناس في أنّ
الإمام قاله، بل هذا قول مجهول. إذن لا يمكن الاستدلال بقول الطبري طالما كان
متعارضاً مع كلام ابن الأثير.
الأهمّ
من كلّ هذه الأقوال:
الأهمّ
من كلّ ما ذكر روحية الإمام عليه السلام و هدفه المقدّس و عزمه الفولاذي و رسالته
التأريخية و علمه الثاقب بمصير الامور و شوقه للقاء اللَّه و وظيفته الربّانية،
كزعيم للُامّة و خطبه الملحمية: «لا و اللَّه لا أعطيهم بيدي اعطاء الذليل ...» [1]. «هيهات منّا الذلّة» [2]. «إنّ اللَّه لا يغلب على أمره ...» [3]. «و كأنّي و أوصالي يتقطّعها عسلان
الفلوات بين النواويس و كربلا» [4].
[1] مقتل الحسين عليه السلام لأبي مخنف (وقعة
الطف): 209.