وقائع
المفاوضات السرّيّة، و ليس لعقبة من ذنب في هذه الحملة الشعواء و الاستخفاف سوى
أنّه قال: «صحبت حسيناً فخرجت معه من المدينة إلى مكّة، و من مكّة إلى العراق و لم
أفارقه حتّى قتل، و ليس من مخاطبته الناس كلمة بالمدينة و لا بمكّة و لا في الطريق
و لا في العراق و لا في عسكر إلى يوم مقتله إلّا و قد سمعتها، ألا و اللَّه ما
أعطاهم ما يتذاكر الناس و ما يزعمون من أن يضع يده في يد يزيد بن معاوية، و لا أن
يسيّروه إلى ثغر من ثغور المسلمين، و لكنّه قال: دعوني فلأذهب في هذه الأرض العريضة
حتّى ننظر ما يصير أمر الناس» [1]. أضف إلى ذلك فإنّ المؤلّف يستدلّ بعبارة للحرّ يوم عاشوراء من أجل
البرهنة على استدلاله و عدم اطّلاع عقبة. إذن، لا بدّ من الجزم بأنّ قصد المؤلّف
من الاقتراحات المبهمة هو تلك الاقتراحات، و قد أيقن بصدورها من الإمام عليه
السلام، و أنّ هذا ما قاله الإمام لابن سعد و صدق الطبري و ابن الأثير في نقلهما.
جدير بالذكر أنّ المفاوضات مع ابن سعد كانت في اليوم السابع لثلاث قبل عاشوراء حسب
قول الطبري و ابن الأثير، بحيث سدّت شريعة الماء على الحسين عليه السلام، و لم
يعد هنالك من أمل بالنصر، و لا يستبعد أن يكون الإمام قد عقد جلسة سرّيّة مع عمر
بن سعد ليلة عاشوراء.
ملاحظة:
تضمّنت
الصفحات (213، 214، 215) ثلاثة امور مطلوبة من قِبل الإمام: 1- الطلب الأوّل
للإمام: إنشاء الحكومة الإسلامية و ... 2- الطلب الثاني- بعد اليأس من إنشاء
الحكومة و الشعور بالفشل-: الصلح
[1] تاريخ الطبري 4: 313، الكامل لابن الأثير 4:
54 باختلاف.