responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حماة الوحى نویسنده : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 277

المقدّسة، أمّا زعامته و علمه بأوضاع العالم الإسلامي و شجاعته و اقتداره و ارتشافه من ثدي الوحي و تتلمّذه على‌ يد الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله فحدّث و لا حرج، و لكن أ لم تشهد هذه الزعامة منذ انبثاقها ذلك التمرّد و العصيان، و لا سيّما من أولئك الذين لم يروق لهم عدل علي عليه السلام، فرفعوا لواء المعارضة حتّى زجّوا بالإمام إلى‌ ميادين القتال، فكانت أوّلها معركة الجمل، أ لم يقل القرآن: وَ قَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَ‌ [1] فهل قرّت عائشة في بيتها أم تزعّمت العسكر لقتال علي عليه السلام، فخاطبها بكلّ حزن و أسى «أ هكذا أمرك رسول اللَّه صلى الله عليه و آله؟» [2]. و أخيراً رأينا كيف امتدت زعامة معاوية و اتّسعت رقعتها و مدى الدماء الزكيّة التي أُريقت من أجل تلك الزعامة. و الذي نريد أن نخلص إليه هو بطلان تصوّر الموفّقية و النجاح التامّ لأئمّة الدين في الزعامة، و لو تزعّم الحسين عليه السلام الأمر لعانى‌ ما عانى‌ منه من قبله من الزعماء الربّانيين.

سر عدم النجاح:

لا شكّ أنّ السرّ في عدم موفقيّة هؤلاء القادة هو أنّ الامّة ليست توّاقة جميعها للعدالة، كما أنّ الأفكار هي الاخرى‌ ليست مطهّرة من الشوائب، فسنّة اللَّه لم تجر بأن تبقى‌ البشرية على‌ فطرتها و لا تتأثّر بعوامل الانحراف، بل غالباً ما تسيطر الشهوات و الأطماع و الخرافات و الجهل على‌ العقول، و هذه هي العناصر التي تهدّد الحكومات، و لذلك ليس لقوانين السماء حكومة عادلة موفّقة تماماً من أجل بسط العدل و القسط، فهي لا تستطيع أن تقطع دابر المخلّين بالأمن و الاستقرار و تحول‌


[1] سورة الأحزاب: الآية 33.

[2] المناقب للخوارزمي: 189، مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب 3: 161، و عنه بحار الأنوار 32: 182.

نام کتاب : حماة الوحى نویسنده : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 277
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست