responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حماة الوحى نویسنده : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 263

نعم، إنهنّ يعلمن أنّ الإمام عليه السلام إنّما يتّجه نحو مصرعه الذي ليس فيه أيّ أمل بالنصر- النصر الذي يقول به مؤلّف «شهيد جاويد»: لقد سمعن من رسول اللَّه صلى الله عليه و آله سرّاً أنّ ولده الحسين عليه السلام سيُقتل في كربلاء. نعم، لم يطقن سماع حركة الإمام و لم يتمالكن أنفسهنّ، أمّا الإمام فقد خاطبهنّ: أنشدكنّ اللَّه أن تبدين هذا الأمر فهو معصية للَّه و لرسوله، و هل لمثل هذه النصيحة أن تسكّن من روع تلك القلوب الوالهة المضطربة و العيون العبرى لنساء الرسالة! فهنّ نساء و قلوبهنّ تنبض بحبّ الحسين عليه السلام، و يعلمن أنّ هذه الحركة ستعيد مرارة رحيل رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و شهادة أمير المؤمنين عليه السلام و غربة الزهراء عليها السلام، فأجبنه و الدموع جارية على‌ خدودهنّ: إنّنا نعلم أن لا رجعة من هذه الحركة. نعم، يمكن أن يهدأ روعنا و تسكن فورتنا إن جعلنا اللَّه فداك لتنجو من الموت. فهل يسعنا بعد هذا أن نقول بأنّ الإمام لبّى‌ دعوة الناس أملًا في النصر، أم لا بدّ من القول أنّه انطلق أملًا في انتصار الإسلام من خلال الشهادة.

السرّ الأكبر:

لقد وردت حادثة كربلاء في سائر الأديان، و لا أُريد أن أخوض في هذا المجال، إلّا أنّي أكتفي بما أورده الطبري بهذا المجال، قال: «حدّثني العلاء بن أبي عائشة قال:

حدّثني رأس الجالوت، عن أبيه قال: ما مررت بكربلاء إلّا و أنا أركض دابّتي حتّى أخلف المكان، قال: قلت: لِمَ؟ قال: كنّا نتحدّث أنّ ولد نبيّ مقتول في ذلك المكان.

قال: و كنت أخاف أن أكون أنا، فلمّا قُتل الحسين قلنا: هذا الذي نتحدّث» [1]. فهل يسعنا- أيّها القُرّاء الأعزاء- أن نقول بأنّ الإمام لم يكن عالماً بحادثة كربلاء و حين بلغ كربلاء احتمل ... بينما يتحدّث الآخرون عن هذه النهضة و أنّ كربلاء ستضمّخ بدم الحسين عليه السلام؟!


[1] تاريخ الطبري 4: 296.

نام کتاب : حماة الوحى نویسنده : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 263
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست