السبت،
و اللَّه لا يدعوني حتّى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي، فإذا فعلوا ذلك سلّط عليهم
من يذلّهم حتى يكونوا أذلّ من فرام [1] المرأة» [2]. فعبد اللَّه يتوقّع حادثة و يقرّ الإمام توقّعه و يفشي له الأسرار.
نعم، كلّ من تحدّث عن الشهادة فإنّ الإمام عليه السلام كان يؤيّد حديثه و يبيّن
المأساة التي ستقع من خلال التصريح أو التلويح، فهل نقول هنا أيضاً بأنّ الإمام قد
انطلق راجياً للسفر من مكّة و لم يتبدّل هذا الرجاء يأساً حتّى أواخر حياته
الشريفة، اللهمّ إلّا للحظات قبل شهادته؟ هل هذه هي نتيجة التحقيقات؟ و هل مثل هذا
الحكم حصيلة للتأمّل و التمعّن في الأدلّة و الأخبار؟ هل هذه الصورة وليدة التفكير
الصحيح؟ و هل هذه الأفكار نابعة من إدراك للحقائق؟ هل هذه الامور من شأنها رفع مقام
الإمام عليه السلام؟ هل مثل هذا الكتاب يعدّ خدمة للعلم و المعرفة؟ و هل هذه
الأفكار ستقضي على الشبهات؟ و هل و هل ...
نترك
الإجابة إلى الضمائر الحيّة و العقول البعيدة عن التقعقع و التعصّب.
شهادة
الإمام في كربلاء على لسان أهل البيت عليهم السلام و أتباعهم:
لقد
ابتلّت تربة كربلاء بدموع علي بن أبي طالب عليهم السلام لخمس و عشرين سنة قبل وقوع
الحادثة، و لم ينس مسجد الكوفة حديث أمير المؤمنين عليه السلام لسعد بن أبي وقّاص
في أنّ ولده المشئوم سيقتل ابنه الحسين عليه السلام
[3]. أمّا النبي صلى الله عليه و آله فقد صدع قبل ولادة يزيد قائلًا:
«مالي و ليزيد لا بارك اللَّه فيه، اللهمّ العن يزيد»
[4]. و ابن عبّاس هو الذي نقل حديث النبي صلى الله عليه و آله، فكان
يعلم على سبيل الجزم بحادثة