responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حماة الوحى نویسنده : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 232

نفسه أن يراه، هذا الحوار بين الحسين و عمر بن سعد، فقد كان عليه السلام عالماً بتفاصيل واقعة كربلاء، فالامّة كانت تعلم بأنّ الحسين عليه السلام يقتل في المعركة و قاتله عمر بن سعد، أمّا الحسين عليه السلام فقد كان يعلم دافع عمر بن سعد من قتله، كما كان يعلم بأنّ ابن سعد سوف لن يظفر ببغيته، فهل يمكن بعد هذا أن تزعم بأنّ الإمام لم يكن يعلم بتلك الحادثة؟ أو أنّه يعلم بشهادته و لكن ليس في هذه النهضة؟ فكلّ هذه الأسرار عرضها الحسين لعمر بن سعد ثمّ قال بأنّه لم يكن يعلم، حتّى حين اقترب من كربلاء بحيث لو سُئل: أين نذهب، و ما ذا سيحصل، و أين سننزل و ما العاقبة؟

لأجاب: «لا ندري على‌ ما تتصرّف بنا و بهم الامور؟!» أو نقول: احتمل الأصحاب أخيراً حين وردوا كربلاء أنّ المعنيّ بقول أمير المؤمنين عليه السلام أنّ المقتول من أهل البيت بكربلاء هو الحسين عليه السلام».

5- خطبة «خُطّ الموت ...»

«خُطّ الموت على‌ ولد آدم مخطّ القلادة على‌ جيد الفتاة، و ما أولهني إلى‌ اشتياق أسلافي اشتياق يعقوب إلى‌ يوسف، و خُيِّر لي مصرع أنا لاقيه، كأنّي بأوصالي تقطّعها عُسلان الفلوات بين النواويس و كربلاء، فيملأن منّي أكراشاً جوفاً و أجربة سغبا، لا محيص عن يوم خُطّ بالقلم، رضا اللَّه رضانا أهل البيت، نصبر على‌ بلائه، و يوفّينا اجور الصابرين، لن تشذّ عن رسول اللَّه لحمته، بل هي مجموعة له في حظيرة القدس، تقرّبهم عينه و ينجز بهم وعده، من كان باذلًا فينا مهجته و موطّناً على‌ لقاء اللَّه نفسه، فليرحل معنا، فإنّي راحل مصبحاً إن شاء اللَّه» [1]. أ فلا تفيد هذه العبارة «كأنّي بأوصالي ...» التي أوردها الإمام في‌


[1] الملهوف لابن طاوس: 126، مثير الأحزان: 41، كشف الغمّة 2: 29، و عنها بحار الأنوار 44: 366- 367.

نام کتاب : حماة الوحى نویسنده : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 232
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست