صدّق
صدّقناه يوم القيامة، و من كذّب كذّبناه يوم القيامة»
[1]، فإذا أنكر منكر عمله، نادوه: صه فقد كنّا مطّلعين على عملك، كما
علمنا بأنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله ربيب الوحي قد أفاض عليهم علومه
مضافاً إلى ما خصّهم اللَّه به من عنايته و فضله و أفاض عليهم من لطفه و رحمته.
كانت هذه نماذج من علم الإمام، و القرآن هو الشاهد على هذه العلوم، و لنا الآن أن
نلتمس سبل هذه العلوم دون اللجوء إلى أقوال تلامذة الوحي، فما مصدر علم الإمام؟
المعلّم
الأوّل:
لقد
ذكرنا خلال الأبحاث السابقة أنّ النبيّ أو الإمام لا يدرك جميع الأشياء بنبوّته أو
إمامته، بل هم لا يستغنون في كلّ آن عن الفيض الإلهي، فالنبوّة و الإمامة لا تجعله
بمجرّدها عالماً بكلّ شيء. إذن، فهذا العلم الجمّ الذي يملكه الإمام لا بدّ أن
يكون قد تعلّمه في مدرسة، و قد مرّ علينا أنّ الإفاضة هي وسيلة الإمام في علمه،
فاللَّه هو الذي يفيض و يتلطّف بأئمة الدين زعماء المسلمين، و قد قلنا بأنّه يحكم
بما يريه اللَّه لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما
أَراكَ اللَّهُ[2]،
و أنّهم بعناية اللَّه صفوة عابدة مخلصة عالمة بالكتاب
ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا ...[3]، و بيّنا أيضاً بأنّ يوسف كان
مُنَصَّباً من قِبَل اللَّه رغم نهوضه بأمر دون الزعامة العامّة، و أنّه معلَّم
منه: