و
أهل الورع و العلم و الفقه من شيعته [1]. أبو بصير: هو ليث بن البُختري المرادي المُكنّى بأبي بصير، و هو
ممّن لا نقاش في وثاقته، و هو من أصحاب الإمام الباقر و الصادق و الكاظم عليهم
السلام، فإنّه و إن طعن فيه علماء الرجال باجتهاداتهم إلّا أنّه في جلالة قدره
رواية ذكرها محمّد بن قولويه القمي بسند معتبر عن أبي عبد اللّه عليه السلام، أنّ
الصادق عليه السلام قال: «إنّ أصحاب أبي كانوا زيناً أحياءً و أمواتاً، أعني زرارة
و محمّد بن مسلم، و منهم ليث المرادي و بريد العجلي، هؤلاء القوّامون بالقسط،
هؤلاء القوّامون بالقسط، هؤلاء السابقون السابقون أولئك المقربون [2]. كان هؤلاء ثلاثة نفر ممّن حضر مجلس
الإمام. أمّا الرابع و هو يحيى البزّاز فلم نعرفه، و يحتمل أن يكون الخزّاز، و هو
من أصحاب الصادق و الكاظم عليهما السلام
[3]. فهؤلاء الرجال الذين حضروا مجلس الإمام الصادق عليه السلام هُم من
كِبار الفُقهاء و العُلماء، و قد قارن الإمام منزلة داود بن كثير بمنزلة المقداد
لدى رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، و الحال أنّ المقداد من كِبار صحابة النبي
صلى الله عليه و آله. و هم ممّن وقف على منزلة الإمام و الإذعان له بعلم الغيب، و
هذا ما يفيده صدر الرواية.
شرح
الرواية:
لقد
تحاشى الإمام عليه السلام في بداية الرواية علمه بالغيب، و قد تنزّل عن مكانته
بحيث صعب عليه العثور على الجارية في إحدى غُرف الدار. و نعلم أنّ دار الإمام
عليه السلام لم تكن من قَبيل ناطحات السحاب أو قصر الكرملن، بحيث إذا اختفى