responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حماة الوحى نویسنده : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 169

بحث مختصر حول آية قرآنية:

صرّحت آخر آية من سورة الحج قائلة: وَ جاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ وَ ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَ فِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَ تَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ‌ [1]. فظاهر الآية يفيد أنّها خطاب لصفوة من زُعماء الدين، و يؤيّد ذلك: 1) عبارة هُوَ اجْتَباكُمْ‌ التي تدلّ على‌ الاختيار و الامتياز. 2) كلمة أَبِيكُمْ‌ لأنّ إبراهيم هو أب الأئمّة الأطهار عليهم السلام لا جميع المسلمين. 3) عبارة هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ‌ و ذلك لأنّ إبراهيم سأل اللَّه صفوة من ذرّيّته مسلمة منقادة للَّه، و قد تناولنا ذلك مسبقاً خلال شرح الآية الكريمة رَبَّنا وَ اجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ‌ [2]. و بناءً على‌ هذا فإنّ العبارة: لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَ تَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ‌ خطاب لزعماء الدين و لا سيّما الأئمّة الأطهار عليهم السلام، مضافاً إلى أنّ «الشاهد» غير المدّعي و المنكر، فالمنكر أو المدّعي هم «الناس». و حقّاً لا بدّ أن يكون الشاهد أُناساً آخرين عالمين بأعمال كافّة الناس، و إذا تعاملنا مع كلمة «الناس» على‌ ظهورها فإنّها تعني جميع العالمين، فنستطيع القول بأنّه ليس هنالك عمل لأيّ فرد يخفى على‌ زعماء الدين و أئمّة المسلمين. و هكذا يتّضح- على‌ ضوء هذا الاستدلال- قول الإمام الباقر عليه السلام: «و نحن الشهداء على‌ الناس». نعم، فالأئمة الأطهار عليهم السلام هم الصفوة من وجهة نظر القرآن التي اختيرت من أجل زعامة الأُمّة: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا [3]. قال سورة


[1] سورة الحجّ: الآية 78.

[2] سورة البقرة: الآية 128.

[3] سورة فاطر: الآية 32.

نام کتاب : حماة الوحى نویسنده : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 169
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست