الأبعاد
العلمية للإمام في ما يلي: 1- أنّ الإمام يمارس زعامته من خلال الاعتماد على
الغيب. 2- الزعامة الروحية- الأشمل من الإمامة و النبوّة- ليست سوى المعرفة
بالغيب، و لم تجر المشيئة الإلهية أن يطّلع الناس على الغيب دون الوسيط العالم
بسبل السعادة و الفلاح، بل لا يتحقّق هذا الهدف إلّا في ظلّ صفوة ربّانية، و هذه
هي إرادة اللَّه في أنّه «لا يُظْهِرُ عَلى
غَيْبِهِ أَحَداً * إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ»[1]. 3- أنّ أئمّة الدين عالمون بالغيب خبيرون بما حُجِب عن الأبصار. 4-
هدايتهم بالنظر لاعتمادهم على الغيب مطابقة للواقع تأبى الخطأ و الانحراف. 5-
حدّ الهداية و الإرشاد هو المسيرة التأريخية للبشرية، و عليه: فهم عالمون بحوادث
البشرية و عاقبتها. 6- كلّ هذه الامور من الفيوضات الغيبية و العنايات الإلهية، و
إلّا فهم لا يتجاوزون الإمكان العلمي في الحدود الإنسانية.
التصدّي
للانحراف:
لقد
أشار القرآن في أكثر من آية إلى روح اللجاجة و العناد و عدم التسليم التي تحكم
روح الإنسان طيلة عصور الأنبياء عليهم السلام، لكن أحياناً يخرج عن حالة التسليم
الطبيعي ليقع في مستنقع الضلال. فالقرآن يُشير إلى هذا الأمر، و أنّ هناك طائفة
لم تؤمن بنبوّة عيسى عليه السلام حتّى همّت بقتله، بينما ذهبت طائفة اخرى و
سلّمت لأُلوهيّة نبي اللَّه عيسى عليه السلام، و لذلك جهد القرآن في محاربة هذه
الأفكار الضالّة المنحرفة، و الواقع هو أنّ هذا الضلال الذي شمل ملايين النصارى
الروم إنّما كان معلولًا