responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حماة الوحى نویسنده : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 118

فقد صرّحت قائلة وَ لكِنْ كانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَ ما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ‌، و نترك الخوض في التفاصيل إلى موضع آخر.

النتيجة:

الآيتان المذكورتان تعرّضتا للمحاجّة بين أهل الكتاب: اليهود و النصارى، كما اشترك القرآن في هذه المحاجّة ليقول: لستم- اليهود و النصارى- تابعين لإبراهيم، و ليس لإبراهيم من ارتباط بكم، فطريق إبراهيم هو الصراط المُستقيم الذي يقود إلى الحقّ، و سبيل إبراهيم هو الإخلاص للَّه، و سبيل إبراهيم لا عوج فيه و لا انحراف، و أخيراً سبيل إبراهيم هو التسليم للَّه و العبودية له. و عليه: فهاتان الآيتان اللتان تتحدّثان عن محاجّة أهل الكتاب و أوردهما القرآن، إنّما الغرض منهما هو الالتفات إلى أصل مسلَّم أيضاً من قبل المسلمين، بل من قِبل كلّ إنسان. لا شكّ أنّ دعوة إبراهيم عليه السلام أصيلة، و الإسلام إنّما واصل دعوته في عبودية اللَّه. إذن محور النجاة و الصراط القويم يتمثّل في سلوك النبيّ العظيم إبراهيم عليه السلام، و المسلمون ينبغي أن يلتفتوا إلى ما أورده القرآن بشأن إبراهيم، و يعلموا بأنّ المسلم هو إبراهيم عليه السلام، فإذا أراد أيّ فرد مسلم أن يكون خليل الرحمن يجب أن يسلم للَّه و لا يرى سواه، و لا يسلك سوى صراطه، و يصرف نفسه عن الدنيا و لا يكترث لزبرجها و زخرفها و أطماعها. كان هذان نموذجين من مئات النماذج التي ذكرها القرآن الكريم ضمن سرده لقصص الماضين على‌ أنّهما من الحقائق المسلّمة التي لا تختصّ بجماعة معينة، بل هي اصول ذات علاقة بمصير البشرية جمعاء، و ذكرها في القرآن دليل على عدم اقتصارها على شخوص القصّة و أبطالها، بل من أجل لفت انتباه البشرية إليها،

نام کتاب : حماة الوحى نویسنده : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 118
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست