من
هو أولى بها من طالوت. نعم، إنّ اللَّه يؤتى ملكه من تعلّقت به مشيئته، و تعلّق
المشيئة ليس أمراً اعتباطياً، فلم تتعلّق مشيئة اللَّه بطالوت عبثاً، و ما ذلك
إلّا لإخلاصه و علمه الذي جعل اللَّه يختاره ملكاً و اماماً على الناس.
خلاصة
هذا البحث:
يمكن
خلاصة ما مرّ من الدراسة المفصَّلة في الآية القرآنية الشريفة:- وَ قالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ
طالُوتَ مَلِكاً قالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنا وَ نَحْنُ أَحَقُّ
بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَ لَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمالِ قالَ إِنَّ اللَّهَ
اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ وَ زادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَ الْجِسْمِ وَ اللَّهُ
يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ.
لم يستجب قوم بني إسرائيل و خاصّة الملأ منهم لهذا النبيّ كعدم استجابة الغالبية
من الناس لدعوات الأنبياء عليهم السلام، فاضطرّ ذلك النبي للإتيان بشاهد حيّ
لتأييد صحّة قوله، و ليفهم الجميع بأنّ لطالوت صلاحية الملك و الإمامة، و لنفهم
نحن أيضاً ما هو الشرط الآخر الذي ينبغي توفّره من أجل الإمامة و الشاهد الحيّ هو
«التابوت».
التابوت:
وردت
كلمة «التابوت» في هذه القصّة القرآنية، و الألف و اللام في الكلمة تفيد كون ذلك
التابوت معرفة، أي كان معروفاً من قِبل بني إسرائيل. و الذي نفهمه من القرآن أنّ
ذلك التابوت كان يضمّ بعض الودائع- التي من شأنها إشعار بني إسرائيل بالسكينة- و
آثاراً تركها موسى و هارون عليهما السلام، و يعبّر القرآن عن هذه الصورة بقوله: يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَ
بَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَ آلُ هارُونَ