الحمد للَّه رب العالمين و الصلاة و السلام على محمّد و آله
الطاهرين. أمّا بعد، فإنّ من أهمّ وظائف مؤسّسة تنظيم و نشر آثار الإمام الخميني
(قدّس سرّه) نشر أفكاره و آرائه الفقهية العلمية المدوّنة طيّ سنين حين تدريسه بقم
المقدّسة و النجف الأشرف، و قد وفينا بتصحيح و طبع جميع مؤلّفاته المكتوبة بقلمه
الشريف من مباحث الطهارة و الصلاة و المكاسب المحرّمة و البيع و غيرها من الكتب
الفتوائية و الاستدلالية.
و طبعنا أيضاً كتبه الأُصولية و الفلسفية و العرفانية و الأخلاقية
كما قد طبع أثره القيّم في المسائل السياسية «صحيفة الإمام».
ثّم اعلم أنّ كتاب الطهارة هو أوّل ما دوّنه الإمام الراحل بأنامله
الكريمة، و لكن من المؤسف له أنّ الإمام (قدّس سرّه) لم يكتب أوائل هذا الكتاب
كمباحث المياه و الوضوء و الغسل الجنابة بقلمه الشريف، بل اكتفى بإلقائها على
المحقّقين من تلامذته، فما كان منهم- حفظهم اللَّه إلّا أن قيّدوه بالكتابة، حفظاً
له من الضياع، و ضنّاً به عن الاندراس.
و من هذه التقريرات العالية في المتن و النظم- مع علوّ درجة المقرّر
في العلم هي تقريرات آية اللَّه العظمى الشيخ محمد فاضل اللنكراني دامت بركاته في
بحث المياه من كتاب الطهارة و هي من أوّل مباحث الطهارة على نسق كتاب «شرائع
الإسلام» للمحقق الحلّي أبي القاسم جعفر بن الحسن (602 676) إلى أواخر بحث الوضوء
تقريباً.
و نوعد الطلّاب و الفضلاء أن ننظّم إن شاء اللَّه من سائر تقريرات
الإمام كتاباً آخر يكمل به المباحث و يصير كتاب الطهارة كتاباً جامعاً كاملًا.
ثمّ من أهمّ خصائص هذا التقرير مضافاً إلى دقّة نظر مقرّرة و حسن
تنظيمه و جودة عباراته عرضه على الإمام الخميني (قدّس سرّه) و نظره فيه كما يبدوا
ذلك من تعليقة بخطّه الشريف في موضع من الكتاب
[1].
منهج التحقيق
أمّا عملنا في تنظيم و نشر الكتاب، فهو:
1 تقطيع المتن و تزيينه بعلامات الترقيم المتعارفة.
2 إضافة عناوين بهدف تسهيل عملية مراجعة الكتاب و مطالعته، و نظراً
لكثرة ما أضفناه من العناوين فقد جرّدناها من العضادتين [] و بهذا اختلطت عناوين
المؤلّف مع عناويننا.
3 استخراج الآيات القرآنية مع الإشارة إلى مصادر الأحاديث الأصلية
كالكتب الأربعة.
4 استخراج الأقوال و الآراء الفقهية و الأُصولية و اللغوية و
الرجالية و التفسيرية و الحكمية و غيرها، على قدر ما عثرنا عليه منها؛ سواء منها
الصريحة و غيرها.
و في الختام تتقدّم المؤسّسة بالشكر الجزيل و الثناء العاطر إلى كلّ
الإخوة الفضلاء الذين ساهموا في تحقيق هذا الكتاب، راجيةً لهم التسديد و الموفّقية
في خدمة ديننا الحنيف.
و آخر دعوانا أن الحمد للَّه ربّ العالمين، و هو حسبنا و نعم الوكيل.
مؤسّسة تنظيم و نشر آثار الإمام الخميني (قدّس سرّه) فرع قم المقدّسة
29/ 1/ 1380