و لكن شكّ في بقاء علمه، فإنّ استصحاب علمه لا يجدي بعد كون
الموضوع هو العالم الغير الفاسق إلّا على القول بالأصل المثبت.
و لكن لا يخفى: أنّ هذا الفرض خارج عن المقام؛ لأنّ مفروضه استصحاب عدم عنوان الخاصّ و مثله
في الخروج عن مورد النزاع ما لو كان زيد عالماً غير فاسق في السابق يقيناً ثمّ شكّ
في بقاء علمه مع العلم بعدالته عكس الصورة الاولى، و لا إشكال أيضاً في جريان
الاستصحاب فيها؛ لأنّه كان في السابق عالماً غير فاسق، فيستصحب هذا العنوان
المقيّد، و يجري عليه حكم العامّ في الزمان اللّاحق، كما هو واضح.
الأمر الرابع: التمسّك بالعامّ إذا شكّ في فرد من غير جهة
التخصيص
حكي عن بعضٍ: التمسّك بالعامّ فيما إذا شكّ في فرد لا من
جهة التخصيص، بل من جهة اخرى، مثل: ما إذا شكّ في صحّة الوضوء بالمائع المضاف،
فيتمسّك في صحّته بعموم قوله: أوفوا بالنذور، فيما إذا وقع متعلّقاً للنذر، فيقال
هذا الوضوء يجب الوفاء به للعموم، و كلّ ما يجب الوفاء به فلا محالة يكون صحيحاً؛
للقطع بعدم وجوب الوفاء بالفاسد
[1]، و يستنتج صحّة الوضوء بالمضاف و لو لم يتعلّق
به النذر، و كذا القول في إطاعة الوالدين.
و ربّما ايّدَ ذلك بصحّة الصوم في السفر و الإحرام قبل
الميقات إذا تعلّق النذر بهما كذلك، و بصحّة النافلة في وقت الفريضة إذا صارت
متعلّقةً للنذر.
هذا، و لا يخفى عدم تمامية هذا الكلام؛ فإنّ هنا دليلين
أحدهما: وجوب الوفاء بالنذور مثلًا، ثانيهما: عدم انعقاد النذر إلّا في طاعة
اللَّه، فمع الشكّ في