و قبل الخوض في بحوث العامّ و الخاصّ لا بأس بذكر امور:
الأمر الأوّل: فيما تحكي عنه أسماء الطبائع
اعلم أنّ الألفاظ الموضوعة بإزاء الطبائع الكلّية لا تكون
حاكيةً إلّا عن نفس تلك الماهيات التي وُضعت بإزائها، فلفظ الإنسان الموضوع لطبيعة
الإنسان- التي هي عبارة عن الحيوان الناطق- لا يحكي إلّا عن نفس تلك الحقيقة، و لا
يعقل أن يكون حاكياً عن الخصوصيات التي تجتمع مع الطبيعة في الوجود الخارجي و
تتّحد معها في الواقع، و ذلك لأنّه لا يعقل أن تكون الطبيعة مرآةً للعناوين
المتّحدة معها في عالم الوجود الذي هو مجمع المتفرّقات بعد ثبوت المغايرة بينها في
عالم المفهومية، فكيف يمكن أن يكون الإنسان مرآة لأصل الوجود بعد وضوح المغايرة
بينها و بينه فضلًا عن الخصوصيّات الوجودية، و الاتّحاد في الوجود الخارجي لا
ينافي عدم الحكاية في عالم المفهوم، كما هو واضح.
نعم قد وضع في كلّ لغة ألفاظ تدلّ على الكثرات و الوجودات،
كلفظة «كلّ» و أمثالها في لغة العرب، فعند إضافته إلى كلّ شيء يفيد أفراد ذلك
الشيء