ألحمد
للَّهربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا ونبيّنا الأكرم الّذي هو صاحبأعظم
شريعة في العالم وعلى أوصيائه المعصومين، الّذين هم باب علوم الأوّلين والآخرين،
وقد
انتهى بهم جميع معارف الدين اصوله وفروعه.
وأمّا
بعد فلا يخفى على من له ممارسة بالعلوم أنّ علم الفقه من أشرف العلوم غاية بعد
معرفة اللَّه تبارك وتعالى وصفاته وأفعاله، فإنّ سعادة البشر دنيويّاً واخرويّاً
في ظلّ الفقه والأحكام الّتي وصلت إلينا من طريق القرآن والعترة الطاهرة ومن أهمّ
المقدّمات لتحصيل ملكة الاستنباط والنيل إلى درجة الاجتهاد، هو علم اصول الفقه،
فهذا العلم يجعل صاحبه ذا قوّة عميقة لفهم المنابع الاستدلاليّة ويعينه على فهم
الكتاب، فهو ليس منطق الفقه فقط بل هو منطق لكثير من العلوم العالية كالفقه
والتفسير والعقائد والتاريخ، فإنّ البحث عن