responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اصول الشيعه لاستنباط احكام الشريعة نویسنده : اليوسفي، الشيخ محمّد حسين    جلد : 1  صفحه : 197

الثانية: مرحلة تصوّر المخاطب وحصول صورة الواقعيّة الخارجيّة في ذهنه بتوسّط الكلام:

إذا قلت: «سرت من البصرة إلى‌ الكوفة» يتصوّر المخاطب لا محالة عند استماعه هذه الجملة الواقعيّات الستّة التي كانت أربعة منها واقعيّات مستقلّة، واثنتان منها غير مستقلّة، ولم يحصل الواقعيّتان الأخيرتان في ذهنه إلّاكما هما في الخارج من الربط والفناء وعدم الاستقلال بحيث يحصل في ذهنه بتوسّط هذا الكلام عين صورة الواقعيّة الخارجيّة كما لو كان معك عند السير، وإلّا فلم يكن الكلام صادقاً.

الثالثة: مرحلة الألفاظ:

كما أنّ المعاني الحرفيّة كانت غير مستقلّة بالنظر إلى‌ واقعيّتها، وبالنظر إلى‌ حصولها في ذهن المخاطب، كذلك يعامل النحويّون مع الحروف- أعني الألفاظ الدالّة عليها- معاملة عدم الاستقلال، ولذا قالوا في المثال: «من البصرة، وإلى‌ الكوفة يتعلّقان بسرت» بخلاف الفاعل والمفعول، فإنّهم لم يقولوا في مثل «ضرب زيدٌ عمراً»: زيد وعمرو يتعلّقان بضرب، مع أنّ ارتباط الفاعل والمفعول بالفعل وشبهه أشدّ من ارتباط الجارّ والمجرور بهما.

فلم يكن ذلك إلّالأجل تطابق اللفظ والمعنى، فحيث إنّ معاني حروف الجرّ غير مستقلّة جعلوا ألفاظها أيضاً كذلك، بخلاف الفاعل والمفعول، فإنّهما مستقلّان، فجعلوا اللفظين الدالّين عليهما أيضاً مستقلّين.

وبالجملة: هذا السنخ من الحروف حاكية عن معنى غير مستقلّ بالنظر إلى‌ المراحل الثلاث: مرحلة الواقعيّة، ومرحلة تصوّر المخاطب، ومرحلة استعمال الألفاظ، ولهذا لو استعملت كلمة «في» مثلًا وحدها لم يكن لها معنى أصلًا.

نام کتاب : اصول الشيعه لاستنباط احكام الشريعة نویسنده : اليوسفي، الشيخ محمّد حسين    جلد : 1  صفحه : 197
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست