المشهور
بين علماء العربيّة أنّ الوضع فيها عامّ والموضوع له خاصّ، فالواضع حين وضع كلمة
«من» تصوّر مفهوم «الابتداء» لكن لم يضعها لذلك المفهوم العامّ المتصوّر، بل وضعها
لمصاديقه وأفراده.
2-
رأي المحقّق الخراساني رحمه الله في وضع الحروف
والمحقّق
صاحب الكفاية ذهب إلى عموم الوضع والموضوع له بل المستعمل فيه أيضاً في الحروف،
فإنّه قال:
وأمّا
الوضع العامّ والموضوع له الخاصّ فقد توهّم أنّه وضع الحروف وما
[1] البحث في وضع الحروف بحث علمي طويل الذيل
ويوجب تربية الذهن، بل يمكن أن يترتّب عليه ثمرات عمليّة أيضاً في بعض المباحث
الآتية، مثل مسألة رجوع الشرط في الواجب المشروط إلى الهيئة كما عليه المشهور، أو
إلى المادّة كما عليه الشيخ الأعظم، فيمكن أن يقال: إنّ المادّة قابلة للتقييد،
لأنّ لها معنىً اسميّاً ذا إطلاق، وأمّا الهيئة التي لها معنى حرفي فلا تقبل
التقييد إلّاإذا كان ما وضع له الحروف عامّاً.
وترتيب
هذه الثمرة على البحث وإن كان لا يخلو عن إشكال، إلّاأنّه مسألة مهمّة في نفسه،
ويمكن أن يترتّب عليه في مبحث مفهوم الشرط كون أداته ذا إطلاق وعدمه. منه مدّ
ظلّه.
نام کتاب : اصول الشيعه لاستنباط احكام الشريعة نویسنده : اليوسفي، الشيخ محمّد حسين جلد : 1 صفحه : 165