responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهاية التقرير في مباحث الصلاة نویسنده : البروجردي، السيد حسين    جلد : 2  صفحه : 357

و له مصدران باعتبارين، و عليه لا يكون البكاء على قسمين، بل البكاء في كلّ مورد قسم واحد ذو جهتين. قال في الصحاح: بكى، البكاء يمدّ و يقصر إذا مددت أردت الصوت الذي يكون في البكاء، و إذا قصرت أردت الدموع و خروجها، شعر:

بكت عيني و حقّ لها بكاها

و ما يغني البكاء و لا العويل‌

[1] و لا يخفى أنّ ظاهر قوله: إذا مددت.، إطلاق البكاء على نفس الدمع، لأنّه قال: أردت الصوت الذي يكون مع البكاء مع أنّه بصدد تعريف البكاء الممدود، و إطلاقه على الصوت الذي يكون مع البكاء، فعبارته مخدوشة من هذه الجهة، كما أنّ استشهاده بالبيت المزبور في غير محلّه، لأنّ المصرع الثاني ظاهر بمقتضى العطف في افتراق البكاء الممدود عن العويل الذي هو بمعنى الصوت، فالاستشهاد به لما ذكره من كون البكاء الممدود بمعنى الصوت الذي يكون في البكاء ممّا لا يستقيم.

هذا، و لكن مع ذلك كلّه فلا خفاء في ظهور عبارته في أنّ البكاء الممدود و المقصور متباينان من حيث المعنى، و لو اتّفقا في مصداق واحد، و هذا بخلاف ما يستفاد من عبارة الخليل، فإنّك عرفت أنّ التأمّل فيها يقضي بكون مراده هو وجود مصدرين باعتبارين مختلفين.

و لا يخفى أنّ العرب لما يطلق فعل أو فعل على الداء القلبي بلا محبوبية و لا مبغوضية و ما على وزن فعال على ما له صوت أراد الخليل أن يبيّن وجه كون البكاء بالمدّ و القصر، و أنّ البكاء بالقصر لأجل اشتماله على الداء القلبي الباعث لخروج الدمع جعل مصدرا لمادّة (ب ك ى)، و أنّ البكاء بالمدّ أيضا جعل مصدرا له‌


[1] صحاح اللغة 6: 2284، و نقله عنه في «مفتاح الكرامة 3: 30».

نام کتاب : نهاية التقرير في مباحث الصلاة نویسنده : البروجردي، السيد حسين    جلد : 2  صفحه : 357
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست