نام کتاب : نهاية التقرير في مباحث الصلاة نویسنده : البروجردي، السيد حسين جلد : 2 صفحه : 181
و
الظاهر أنّه ليس المراد بالتحديد المذكور في كلامه هو الحدّ و التعريف المنطقي،
بحيث يكون إسماع الغير معرّفا للجهر، و إسماع النفس حدّا للاخفات، بل المراد به
بيان المقدار الذي يعتبر في صحة الصلوات الجهرية و الإخفاتية، و لا يجزي في الجهر
أكثر منه، و لا في الإخفات أقلّ منه.
و
يؤيد ذلك ما ذكره في المعتبر، حيث قال: و أقلّ الجهر أن يسمع غيره القريب، و
الإخفات أن يسمع نفسه، أو بحيث يسمع لو كان سميعا، و هو إجماع العلماء، و لأنّ ما
لا يسمع لا يعدّ كلاما و لا قراءة [1]. انتهى.
فإنّ
التعليل الأخير يدلّ على أنّ مقصوده مجرّد عدم الاكتفاء بما دون إسماعه نفسه، لعدم
عدّه كلاما و لا قراءة، فالإجماع وقع على هذا المعنى.
و
بالجملة: فالظاهر أنّ مرادهم بالحدّ هو المحدودية في ناحية الاجزاء و أنّ المراد
بالجهر و الإخفات المعتبرين في الصلوات الجهرية و الإخفاتية ليس ما يصدق عليه
الجهر، و لو كان جهرا عظيما و صوتا عاليا، و لا ما يصدق عليه الإخفات، و لو كان ما
دون سماع النفس، بل المعتبر الجهر المتوسّط و الإخفات بما يسمعها.
و
ليس مرادهم التحديد بمعنى التعريف، و بيان الحقيقة، حتى يورد عليهم بما ذكرنا، بل
قد عرفت أنّ عبارات القدماء من الأصحاب خالية عن تفسيرهما، و لو بما هو المعروف
بين المتوسّطين. فدعوى أنّ المشهور بين القدماء هو التحديد بما ذكر، كما هو
المحكيّ عن مفتاح الكرامة [2]، ممنوعة جدّا.
و
كيف كان فقد عرفت من النهاية و المبسوط أنّه يعتبر في الجهر أن يكون متوسّطا،
بمعنى أنّه لا يجزي أكثر منه، و في الإخفات أن يكون بحيث يسمع نفسه، بمعنى أنّه لا
يجزي أدنى منه، و عرفت التصريح بالثاني من المفيد في المقنعة، و لكن