[مسألة 2: العقد الواقع بين الكفّار لو وقع
صحيحاً عندهم و على طبق مذهبهم يترتّب عليه آثار الصحيح عندنا]
مسألة
2: العقد الواقع بين الكفّار لو وقع صحيحاً عندهم و على طبق مذهبهم يترتّب عليه
آثار الصحيح عندنا، سواء كان الزوجان كتابيين أو وثنيين أو مختلفين، حتى أنّه لو
أسلما معاً دفعة أقرّا على نكاحهما الأوّل و لم يحتجّ إلى عقد جديد، بل و كذا لو
أسلم أحدهما أيضاً في بعض الصور الآتية. نعم لو كان نكاحهم مشتملًا على ما يقتضي
الفساد ابتداءً و استدامة كنكاح إحدى المحرّمات عيناً أو جمعاً جرى عليه بعد
الإسلام حكم الإسلام (1).
الثوابت،
ثم إنّ منهم من اعتقد الإلهية في الكواكب، و منهم من سمّاها ملائكة، و منهم من
تنزّل عنها إلى الأصنام [1] انتهى.
أقول:
قد كتب في هذه السنوات الأخيرة كتاب في حقّ الصابئين و معتقداتهم، و قد طالعت هذا
الكتاب و لكنّي لا أذكر مطالبه و لا محلّ الكتاب المزبور في مكتبتي، و الكتاب كان
مشتملًا على التصاوير الكثيرة التي تدلّ عليه شدّة ارتباطهم مع الماء و السكونة
قريباً منه، و احتمل أن تكون كلمة الصابون المستعملة مشتقّة منهم، كما أنّ الظاهر
الذي لعلّه يستفاد من الكتاب العزيز أيضاً عدم كونهم مشركين و لا من الطوائف
الثلاثة الأُخرى اليهود و النصارى و المجوس.
و
كيف كان فإن ثبت كونهم طائفة من النصارى و إن كان الاختلاف بينهم و بين القبائل
الأُخر منهم متحقّقاً فرضاً في بعض الفروع فيثبت عليهم حكمهم الذي تقدّم، و إلّا
ففي نكاحهنّ إشكال كما لا يخفى.
(1) لا شبهة في أنّ عقد النكاح الواقع بين
الكفّار لو وقع جامعاً للشرائط عندهم يكون صحيحاً عندنا و موضوعاً لترتيب آثار
الصحّة عليه، كسائر عقودهم