قال:استوهب منها شیئا طیّبه به نفسها من مالها،ثمّ اشتر به عسلا،ثمّ اسکب علیه من ماء السّماء،ثمّ اشربه،فإنّی سمعت اللّه-سبحانه-یقول فی کتابه [4]: وَ نَزَّلْنٰا [5]مِنَ السَّمٰاءِ مٰاءً مُبٰارَکاً و قال [6]: یَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهٰا شَرٰابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوٰانُهُ فِیهِ شِفٰاءٌ لِلنّٰاسِ و قال: فَإِنْ طِبْنَ لَکُمْ عَنْ شَیْءٍ مِنْهُ نَفْساً فَکُلُوهُ هَنِیئاً مَرِیئاً .فإذا اجتمعت البرکه و الشّفاء و الهنیء و المریء شفیت إن شاء اللّه-تعالی-.
قال:ففعل ذلک فشفی.
وَ لاٰ تُؤْتُوا السُّفَهٰاءَ أَمْوٰالَکُمُ :
قیل [7]:نهی للأولیاء،عن أن یؤتوا الّذین لا رشد لهم أموالهم فیضیّعوها.و إنّما أضاف المال إلی الأولیاء،لأنّها فی تصرّفهم و تحت ولایتهم،و هو الملائم للآیات المتقدّمه و المتأخّره.
و قیل [8]:نهی لکلّ أحد أن یعمد إلی ما خوّله اللّه من المال،فیعطی امرأته و أولاده،ثمّ ینظر إلی أیدیهم.و إنّما سمّاهم سفهاء،استخفافا بعقولهم [9]،و استهجانا لجعلهم قوّاما علی أنفسهم.و هو أوفق لما بعده،من قوله: اَلَّتِی جَعَلَ اللّٰهُ لَکُمْ قِیٰاماً.
و فی مجمع البیان [10]:اختلف فی المعنی بالسّفهاء علی أقوال:أحدها،أنّهم النّساء