فیدبّرون أمر عقابها و ثوابها،بأن یهیّئوها [2] لإدراک ما أعدّ لها من الآلام و اللّذّات.
أو الأولیان لهم و الباقیات لطوائف من الملائکه،یسبحون فی مضیها،أی:
یسرعون فیه،فیسبقون إلی ما أمروا به،فیدبّرون أمره.
أو صفات النّجوم،فإنّها تنزع من المشرق إلی المغرب غرقا فی النّزع،بأن تقطع الفلک حتّی تنحطّ [3] فی أقصی المغرب.و تنشط من برج إلی برج،أی:تخرج،من نشط الثّور:إذا خرج من بلد إلی بلد.یسبحن [4] فی الفلک فیسبق بعضها فی السیر،لکونه أسرع حرکه.فیدبّر أمرا انیط بها،کاختلاف الفصول،و تقدیر الأزمنه،و ظهور مواقیت العبادات،و لمّا کانت حرکاتها من المشرق إلی المغرب قسریّه و حرکاتها من برج إلی برج ملائمه سمّی الأولی نزعا،و الثّانیه نشطا.
أو صفات النّفوس الفاضله حال المفارقه،فإنّها تنزع من الأبدان غرقا،أی:
نزعا شدیدا،من إغراق النّازع فی القوس،فتنشط إلی عالم الملکوت،و تسبح فیه [5]، فتسبق إلی خطائر القدس،فتصیر لشرفها و قوّتها من المدبّرات.أو حال سلوکها،فإنّها تنزع من الشّهوات،و تنشط إلی عالم القدس،و تسبح فی مراتب الارتقاء،فتسبق إلی الکمالات حتّی تصیر من المکملات.