مقدمة

لا شك ولا ريب بأنّ واقعة الغدير كانت من أهمّ الوقائع التاريخية في عصر الرسول الأعظم (ص) ولا يستطيع أحد إنكار ذلك لأنّه من ضروريات التاريخ الإسلامي، ولا شك أيضاً بأنّها حدثت في حجّة الوداع، وهذا مما تواتر نقله عند المحدّثين وأرباب السير والتاريخ.

وفي تلك الواقعة التي كانت وحيدة من نوعها أدّى الرسول الكريم ما أمره الله عزوجل من نصب الإمام أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه علماً ومناراً وخليفةً للأمّة الإسلامية من بعده كما سيأتي الحديث عن ذلك إجمالًا، فالبحث في هذه المقالة لا يقع حول أصل الواقعة التاريخية الثابتة بالتواتر عند جميع المسلمين إنّما الكلام يدور حول وجود أو عدم وجود الإمام أمير المؤمنين (ع) في تلك الواقعة، والظاهر أنّ أوّل من صرّح بهذا التشكيك هو القاضي عبد الرحمن بن أحمد اللايجي‌ [1] (ت 756) في كتابه المواقف حيث‌

[1]. وكان شافعي المذهب وقيل حنبلي.