أنس بن مالك والبراء بن عازب وجرير بن عبد الله البجلي‌ [1] فأعادها فلم يجبه أحد فقال: اللهم من كتم هذه الشهادة وهو يعرفها فلا تخرجه من الدنيا حتى تجعل به آية يعرف بها.

قال: فبرص أنس وعمي البراء ورجع جرير أعرابياً بعد هجرته فأتى السراة فمات في بيت أمّه بالسراة [2].

نعم وقد أخبر رسول الله (ص) عن هذه الضغائن في صدور هؤلاء قبل رحليه صلوات الله وسلامه عليه. فقد روى عبدالرحمن بن أبي‌

ليلي بأنّه قال لأمير المؤمنين (ع): اتّق الضغائن التي لك في صدور من لا يظهرها إلا بعد موتي اولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعون، ثم بكى (ص) فقيل ممّ بكاؤك يا رسول الله؟ فقال: أخبرني جبرئيل (ع) أنّهم يظلمونه ويمنعونه حقّه ويقاتلونه ويقتلون ولده ويظلمونهم بعده. (راجع مناقب الخوارمى، ص 62).

حصيلة البحث‌

لا شك بأنّ الإمام أمير المؤمنين (ع) قد ذهب بأمر النبي (ص) إلى اليمن ثم رجع والتحق به في مكة. ولا شك أيضاً بأنّ اللهم وال من‌

[1]. توفي جرير سنة احدى وخمسين أو أربع وخمسين راجع سير أعلام النبلاء 2/ 536.

[2]. راجع أنساب الأشراف 888: 2. وفي سير أعلام النبلاء للذهبي 536: 2: توفي جرير باشراة في ولاية الضحاك بن قيس على الكوفة. وقال ابن الكلبي: مات سنة أربع وخمسين. وفي تاريخ خليفة بن خياط مات جرير سنة احدى وخمسين.