عدم
الغفلة وحملنا عمله على الصحّة، ومن هنا لم تكن أصالة عدم الغفلة أصلًا لفظياً
عقلائياً صرفاً بل تجري في الأفعال أيضاً.
السؤال
الثاني: بعد أن عرفنا جريان أصالة عدم الغفلة في الأفعال أيضاً فلابدّ لنا-
حتى يتم الاستدلال بسيرة العقلاء على قاعدة الفراغ والتجاوز- من أن نحرز بأنّ
أصالة عدم الغفلة هل تشمل أقوال المكلّف نفسه وأفعاله بأن يطبّقها المكلّف على
أفعال نفسه أو أنّها تختص بأقوال الآخرين وأفعالهم؟
الجواب: الظاهر باعتقادنا أن لا عمومية ولا توسعة لأصالة عدم الغفلة من هذه
الجهة فتختص بأقوال الآخرين وأفعالهم ولا أقل من الشكّ في شمول هذا الأصل العقلائي
لأفعال المكلّف نفسه ولمّا كانت أصالة عدم الغفلة دليلًا لبيّاً وجب الأخذ بالقدر
المتيقّن منه وهو قول الغير وفعله.
وعليه
فلا يمكن الركون إلى فعل نفسه بهذا الأصل، وفي النتيجة لا تكون السيرة العقلائية
دليلًا على قاعدة الفراغ والتجاوز.
أمّا
التعليل الوارد في ذيل الروايات الدالة على السيرة العقلائية التي سندرسها في
الدليل السادس فإنّنا سنجيب هناك بأن قوله (ع):
(هو حين يتوضأ أذكر منه حين يشكّ)
ليس
تعليلًا ولا يعد علّة، وقد ذكر بعض الأعاظم كالمحقق النائيني (رحمه الله) أنّ هذه
العبارة منه (ع) حكمةٌ وليست علّة.
4-
إثبات حجية القاعدة بأصالة الصحة:
الدليل
الرابع على قاعدة الفراغ أدلّة أصالة الصحة كما هو المستفاد من كلمات الفقيه
العظيم الحاج رضا الهمداني من أنّ الأدلّة الدالّة على حجية أصالة الصحة تدلّ
بنفسها أيضاً على حجية قاعدة الفراغ التي هي من مصاديق قاعدة أصالة الصحة الكلّية
حيث يقول: (إنّ عدم الاعتداد بالشك بعد الفراغ من