يجعلون
الغنائم من ذلك القتال بتصرّفهم ويضعونها في جيوبهم، فجاءت تلك الآية لتقول بأن ما
جعل تحت تصرف رسول الله (ص) من قبل الباري يصرف بشكل متعين أو غير متعين في هذه
الموارد، فإننا نقول في الجواب بأن مثل هذا الاحتمال أثناء نزول الآية لم يكن
موجوداً بالإضافة إلى أن الناس كانوا يعلمون بأنه إذا جعل جميع ذلك تحت تصرف رسوله
فإنه سيصرف أكثره على الفقراء.
رأي
القرطبي:
لقد
ذكر القرطبي في تفسيره عدة احتمالات لقوله تعالى
لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ وهي:
1-
الفيء والغنائم للفقراء المهاجرين.
2-
نظراً إلى الجملة الواردة في الآية السابقة حيث يقول تعالى: كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِياءِ مِنْكُمْ، فإن معنى قوله (للفقراء) أي: (ولكن يكون للفقراء).
وقد
ذكر للاحتمال الثالث مثالًا بأن العرب أحياناً يقولون (هذا المال لزيد، لعمرو،
ولبكر) ولم يكونوا يذكرون الواو، وهذه الآية من هذا القبيل، ويجب ملاحظة عدم الفرق
في هذا الاستعمال بأن يأتي حرف العطف في الذيل أو قبله أو، أن لا يأتي قبل ذلك
كالمثال المذكور، أو أن تعطف عدة موارد بعضها على بعض مع حرف عطف و لا يؤتى في
الأخير بحرف العطف، والدليل على ذلك استظهار العطف في جميع تلك الموارد ولو لم
يوجد حرف العطف فيها.