قبل
أن نبدأ بالبحث والدراسة في آيات الخمس من القرآن الكريم، وجدنا من المناسب أن
نهتم بطرح هذا السؤال والرد عليه:
-
سؤال:
إذا
لم يتم ضمّ الروايات الشريفة إلى الآيات الكريمة من القرآن الكريم، ولم توجد أدلة
أخرى لفهم الآيات الكريمة، فما الفائدة من البحث في آيات الأحكام في حدِّ ذاته؟ إذ
في مقام استنباط الأحكام الشرعية لا يمكن الاستناد إلى آية واحدة أو عدة آيات
للوصول إلى الحكم الشرعي، ما لم يتمّ ضم أدلة أخرى إليها، وبالتالي لا يمكن الوصول
إلى نتيجة سليمة من الاستناد إلى الآيات الكريمة فحسب، لا سيما إذا لاحظنا الرواية
المعروفة المنقولة عن الإمام الباقر (ع)، ونصها ما يلي:
(دخل قتادة بن دعامة على أبي جعفر (ع) فقال: يا
قتادة، أنت فقيه أهل البصرة، فقال: هكذا يزعمون، فقال أبو جعفر (ع): بلغني أنك
تفسر القرآن، فقال له قتادة: نعم، فقال له أبو جعفر (ع): فإن كنت تفسره بعلم فأنت
أنت، وأنا أسألك إلى أن قال أبو جعفر (ع): ويحك يا قتادة! إن كنت إنما فسّرت
القرآن
من
تلقاء نفسك فقد هلكت وأهلكت، وإن كنت قد فسرته من الرجال فقد هلكت وأهلكت، ويحك يا
قتادة! إنما يعرف القرآن من خوطب به). [1]
[1] تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل
الشريعة، ج 27، 158، حديث 33556، أبواب صفات القاضي، باب 13، مؤسسة آل البيت
لإحياء التراث، بيروت، 1424 ..