ـ قال الإمام: فمن المبلّغ عن اللّه عزّ وجلّ إلى الثقلين: الجن والإنس(لا تُدْرِكُهُ الأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصار)[1] ، و (ولا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً)[2] ، و (ليس كمِثْلِهِ شَيء)[3]، أليس محمّداً(صلى الله عليه وآله وسلم) ؟!
ـ قال أبو قرة: بلى.
ـ قال الإمام(عليه السلام): «فكيف يجيء رجل إلى الخلق جميعاً فيُخبرهم انّه جاء من عند اللّه، وانّه يدعوهم إلى اللّه بأمر اللّه، ويقول: (لا تُدْرِكُهُ الأَبْصار وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصار) و (ولا يُحيطُونَ بِهِ عِلْماً) و (ليسَ كَمِثْلِهِ شَيء)ثمّ يقول: أنا رأيته بعيني وأحطت به علماً، و هو على صورة البشر؟! أما تستحيون، ما قدرت الزنادقة أن ترميه بهذا، أن يكون يأتي عن اللّه بشيء ثمّ يأتي بخلافه من وجه آخر.[4]
هذه هي العوامل الداخلية لنشوء علم الكلام بين المسلمين، وهناك عوامل خارجية لنشوئه، نذكر المهمّ منها:
العوامل الخارجية لنشوء علم الكلام
1. معطّلة العرب
إنّ الطابَع العام للعرب في العصر الجاهلي هو التوحيد في الذات والتوحيد في الخالقية، ولكنّهم كانوا مشركين في أمر الربوبية والعبادة، فكانوا معتقدين بربوبية غيره سبحانه كما كانوا يعبدون غيره كالأصنام والأوثان .
نعم كان عندهم صنف ينكر الخالق، ويشارك مع الطائفة الأُولى في إنكار البعث والإعادة.