روى المؤرخون أنّ فاطمة الزهراء(عليها السلام) لمّا مُنعت من إرثها، لاثت خمارها على رأسها واشتملت بجلبابها، وأقبلت في لُمّة من حفدتها، ونساء قومها حتّى دخلت على أبي بكر وهو في حشد من المهاجرين والأنصار، فقالت مخاطبة إيّاهم بخطبة بليغة نقتصر منها على موضع الحاجة:
يا ابن أبي قحافة، أفي كتاب اللّه أن ترثَ أباك ولا أرث أبي؟ لقد جئتَ شيئاً فريّاً على اللّه ورسوله، أفعلى عمد تركتم كتاب اللّه ونبذتموه وراء ظهوركم؟ إذ يقول: (وَوَرِثَ سُليمانُ داودَ)[1] ، وقال فيما اقتصّ من خبر يحيى بن زكرياعليمها السَّلام إذ قال :(فَهَبْ لي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً *يَرِثُني وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوب)[2]، وقال أيضاً: (وأُولوا الأَرحام بَعْضُهم أَولى ببعض في كتابِ اللّه)[3]، وقال: (يُوصيكم اللّه في أولادِكم للذّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثيين)[4] وقال: (وَإِنْ تَرَكَ خيراً الوصيّةُ للوالديْنِ والأقربينَ بالمَعْروفِ ...)[5] ،وزعمتم أن لا حظوة لي ولا إرث من أبي ولا رحم بيننا، أفخصّكم بآية من القرآن أخرج أبي محمداً(صلى الله عليه وآله وسلم)منها؟ أم هل تقولون: إنّ أهل الملتين لا يتوارثان؟ أو لست أنا وأبي من أهل ملة واحدة؟ أم أنتم أعلم بخصوص القرآن وعمومه من أبي وابن عمي؟[6]
نموذج من مناظرات الإمام الصادق عليه السَّلام مع أحد القدرية
لقد راجت فكرة استغناء الممكن في فعله «لا في ذاته» عن اللّه سبحانه في عصر عبد الملك بن مروان (65ـ86هـ) وكان لهذه الفكرة دويّ في عصره، وقد