إنّ علم الكلام كسائر العلوم الإنسانية، ظاهرة علمية نشأت بين المسلمين في ظل أسباب سيوافيك بيانها، وانبثقت عنها مدارس مختلفة، كما كانت للأُمم السابقة مذاهب كلامية ومدارس دينية يبحث فيها عن اللاهوت والناسوت، وقد ألّف غير واحد من علماء اليهود[1]والنصارى كتباً كلامية يرجع تاريخها إلى القرنين الخامس والسادس، وأمّا عوامل نشأته بين المسلمين فتتلخص في عوامل داخلية وخارجية، إليك بيان الأُولى منهما:
العوامل الداخلية لنشوء علم الكلام
1. القرآن هو المنطلق الأوّل
إنّ الذكر الحكيم هو المنطلق الأوّل لنشوء علم الكلام بين المسلمين،
[1]كدلالة الحائرين لابن ميمون وغيرها. هذا ما يرجع إلى سالف الأيّام، وأمّا اليوم فما من شهر إلاّ ولهم كتاب أو رسالة حول ديانتهم.